يومان، فقط، فصلا بين افتتاح مشروع نفق طريق الأمير ماجد مع تقاطع شارع الروضة والأمطار الغزيرة التي هطلت على جدة البارحة الأولى، وأدت إلى غرق النفق بالكامل، بالإضافة إلى خمسة أنفاق أخرى. وبحسب صحيفة عكاظ فإن مصدر مسؤول في أمانة جدة (فضل عدم الكشف عن اسمه) بين أن الأمانة لم تراعِ أثناء تنفيذ مشاريع الأنفاق في المدينة زيادة الطاقة التشغيلية لمضخات شفط مياه الأمطار التي تجمعت داخل الأنفاق، رغم أن توصيات اللجان التي شكلتها الأمانة بعد الأمطار الغزيرة التي اجتاحت المدينة عام 1430ه، ركزت على ضرورة تعديل الطاقة التشغيلية للمضخات الحالية، ولا سيما للمشاريع التي يجري تنفيذه حاليا. وأكد المصدر أن مشروع نفق طريق الأمير ماجد مع الروضة لم تنجح مضخاته في تصريف مياه الأمطار، رغم افتتاحه قبل يومين فقط من سقوط الأمطار التي هطلت على جدة. واستغرب المصدر عدم اهتمام مسؤولي إدارته بهذه المشكلة التي تتكرر مع كل هطول للأمطار على المدينة، وكشف المصدر عن أن الأمانة اعتمدت في ميزانيتها العام الماضي 20 مليون ريال لشراء مضخات جديدة، لصالح نفق الملك عبدالله المتقاطع مع طريق المدينة، إلا أن الإجراءات البيروقراطية أخرت شراء تلك المضخات، رغم أن اعتماد المبلغ كان قبل عام من الآن. وكانت أمانة جدة استنفرت أمس كامل طاقاتها التشغيلية، لسحب كميات مياه الأمطار المتجمعة داخل 5 أنفاق رئيسة، بعد تعطل مضخات شفط المياه عن العمل، رغم تأكيدات مسؤولي الأمانة أن الصيانة أجريت لجميع المضخات، وتعمل وفق الخطة التشغيلية المعتمدة لها في حالة هطول الأمطار. ورصدت «عكاظ»، في جولة لها أمس والبارحة الأولى على عدد من الأنفاق والطرق الرئيسة في المدينة، تجمع كميات كبيرة من مياه الأمطار التي استمرت زهاء الساعتين والنصف البارحة الأولى، تركزت شدتها على شمالي وشرقي المدينة. وعملت فرق الصيانة والطوارئ في الأمانة على سحب كميات المياه المتجمعة، بواسطة الصهاريج التابعة لإدارة الحدائق في الأمانة، بالإضافة إلى صهاريج المواطنين التي اضطرت الأمانة للاستعانة بها، لشفط المياه المتجمعة وتحرير الأنفاق أمام الحركة المرورية. وأوضح ل «عكاظ» مصدر في أمانة جدة أن المضخات التي عملت الأمانة على صيانتها في نفقي الجامعة، وطريق الملك عبد الله المتقاطع مع طريق المدينة، لم تكن بالشكل الكافي، حيث أدت غزارة المياه وتدفقها بشكل كبير إلى تعطلها، فجأه دون سابق إنذار، إضافة إلى أن المضخات في نفقي طريق الأمير ماجد مع حراء، والأمير ماجد مع الروضة، كان أداؤها ضعيفا، ولم تعمل بالشكل اللازم نظرا لغزارة الأمطار، فيما كان نفق طريق الملك فهد مع تقاطع شارع الأمير ماجد أقل الأنفاق تضررا لكفاءة المضخات. إلى ذلك، أبدى عدد من مواطني جدة استياءهم من تجمع كميات المياه داخل الأنفاق، دون اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لضمان عدم تدفق كميات المياه داخل الأنفاق، ما أدى إلى تعطل الحركة المرورية بالكامل. وطالب المواطنون بتأسيس هيئة لتطوير جدة تعمل على تنفيذ جميع مشاريع البنى التحتية، بشكل محايد دون تدخل الأمانة، واقتصار دورها على نظافة وصيانة تلك المشاريع، نظرا للمسؤوليات الملقاه على عاتقها الآن. ورأى المواطنون أن الهيئة من شأنها أن تحد من تجاوزات عدم الالتزام بالتوصيات التي تقرها اللجان، وتركيز عملها على تنفيذ تلك التوصيات بالشكل المناسب. وطالب المواطنون أمانة جدة بتلافي مشكلة المضخات في المشاريع الجاري تنفيذها حاليا، ولا سيما أن هناك عددا من المشاريع أوشكت على الانتهاء، دون إجراء تعديلات في طاقة التشغيلية للمضخات. 3