يعيش قرابة 70 ألف نسمة هم قوام سكان مديرية رازح أوضاعاً إنسانية متفاقمة ومأساوية للغاية بسبب الحصار الذي يفرضه المتمردون الحوثيون على المديرية من ثلاثة إتجاهات، ومنع وصول أي مواد غذائية أو طبية للمديرية أو تنقل المواطنين منها وإليها. وقال مراسل المصدر أونلاين أن سعر الكيس القمح وصل 10 آلاف ريال، ولا يمكن الحصول عليه بسهولة، سوى من بعض التجار الذين كانوا يخزنونه من وقت سابق. عوضاً عن تضاعف أسعار المواد الغذائية الأخرى، في حين انعدمت الأدوية تماماً بالمديرية. وبحسب شكاوى الأهالي ل"المصدر أونلاين" فإن الأوضاع ازدادت تفاقماً منذ أسبوع بسبب قيام حرس الحدود السعودي بمنع أي من مواطني المديرية الوصول عبر منفذي الحبرة والمشنق (غير رسميين) لجلب مساعدات تموينية وطبية من مناطق حدودية داخل المملكة، التي تحد رازح من الغرب. واتخذ حرس الحدود السعودي هذه الإجراءات بعدما تسلل المتمردين الحوثيين إلى جبل الدخان، ليفرض حصاره على مواطني رازح تخوفاً من أن يستغلها الحوثيين للتسلل إلى الأراضي السعودية. وأكد مصدر محلي ل"المصدر أونلاين" أن إمرأة حامل توفيت ظهر اليوم الأحد إثر نزيف داخلي حاد، بعد أن عجز أهلها عن نقلها إلى أي مستشفى أو مركز طبي خارج المديرية نتيجة الحصار المفروض على المديرية، في حين لا تتوافر في رازح المواد الطبية الأولية لإنقاذ حياتها. ويفرض المتمردين الحوثيين حصاراً على مواطني رازح من ثلاثة اتجاهات. حيث يسيطر الحوثيين على مديرية شدا (جنوب رزاح)، ومديرية غمر (شمالاً)، والمناطق الشرقية لمديرية رازح ذاتها، وهي المنافذ الرئيسية التي كان يمكن لمواطني رازح التنقل عبرها إلى تلك المناطق أو المدينة لجلب المواد الغذائية والأدوية لأسرهم. وكانت مئات الأسر نزحت من مناطق مديرية رازح نهاية الشهر الفائت إلى مناطق (الأزهور، والحجلة والقد، شعبان، والغور) وهي مناطق حدودية مع المملكة ولجأوا إليها كونها قريبة من منفذي الحبرة والمشنق، الذي كانت تصلهم عبرها مساعدات تموينية من المملكة، قبل أن تمنع ذلك السعودية مؤخراً مع بدء معاركها مع الحوثيين. وهروباً من معارك ضارية وقعت في مناطق (بركان، و الفرق، بين الحياف، و مشرقة،عرابة، جبل الازد، الزاهرية، الجرهة ،آل زابية، وأدى المعين، شعاره،القلعة، السهلة،الشعف) بين الجيش والمتمردين في ذات الفترة، قبل أن يتمكن الحوثين من السيطرة على المديرية بأكلمها. ويناشد الأهالي المنظمات الإغاثية والمهتمين إلى كسر الحظر المفروض عليهم وتزويدهم بالمساعدات الغذائية والطبية قبل أن تنتج كارثة إنسانية في المنطقة ويموت الناس جوعاً ومرضاً. وتعد رازح ثالث أكبر مديرية من حيث عدد السكان في محافظة صعدة (شمال اليمن) التي تشهد صراعاً مسلحاً بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين منذ ثلاثة أشهر. الصورة من مخيم المزرق بحرض.