ربطت صحيفة "تليجراف" البريطانية بين الصراع على السلطة في إمارة رأس الخيمة وتنامي النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، ومخاوف دول الخليج من تداعيات هذا النفوذ على استقرار المنطقة. وفي تقرير له قال مراسل الصحيفة بدبي ريتشارد سبنسر :"بعد وفاة الشيخ صقر القاسمى، حاكم إمارة رأس الخيمة، أصبح من الواضح أن هناك صراعًا على السلطة يهدد الاستقرار فى الإمارة"، وأضاف :"إمارة رأس الخيمة التي يعد استقرارها حيويًا للمصالح الغربية على وشك الوقوع فى أزمة سياسية بعد وفاة حاكمها الذي يعد أكثر زعماء العالم بقاءً في الحكم لفترة طويلة". وأردف سبنسر كاتب هذا التقرير :"رأس الخيمة هي حليف استراتيجى للغرب، حيث يقع عندها مضيق هرمز الطريق البحري الأهم في العالم، والذى يبتعد 60 ميلاً فقط عن إيران"، مشيراً إلى أنه وبعد وفاة والده، تحصن الشيخ خالد القاسمي النجل الأكبر للحاكم الراحل، في قصره وادعى أنه الأحق بالخلافة في حين تم حشد القوات خارج القصر لتولية أخيه الأصغر الشيخ سعود. واتهم خالد سعود الذي أطاح به كولي للعهد وحاكم فعلي في عام 2003، بالسماح باستخدام الإمارة كمعبر للسلع الممنوعة المهربة ومن بينها التكنولوجيا النووية إلى إيران، وناشد أسرته من أجل جعله يتولى المسئولية. وأعربت السلطات الاتحادية لدولة الإمارات، التي تعد رأس الخيمة جزءًا منها، عن تأييدها ودعمها الكامل للشيخ سعود، ثم في غضون ساعات أصبح قصر الشيخ خالد محاطًا بالمدرعات العسكرية. الحساسية الخاصة لرأس الخيمة لقربها من إيران وقال المراسل ريتشارد سبنسر: "لولا قرب هذه الإمارة من إيران، لكان الصراع الطويل على السلطة بين الأخوين ليبدو وكأنه شيء من كتابات لورانس العرب أكثر من كونها وسيلة لتنظيم حكومة فى دولة سريعة التحديث والتجديد". وأضاف: "لكن 20% من إمدادات النفط في العالم تمر عبر مضيق هرمز، وتأتى وفاة حاكم رأس الخيمة في وقت حساس لأنه وقت تزيد فيه إيران من نفوذها في الشرق الأوسط". وكانت إمارات أبو ظبي، المهيمنة سياسيًا واقتصاديًا على باقي الإمارات بفضل عائدات النفط، قد حاولت أن تخفف من النفوذ الإيراني فى دبى ورأس الخيمة، الإماراتين اللتين تقيمان روابط مع الدولة الشيعية