أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية حرص المملكة العربية السعودية على جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة سلام ووفاق خالية من النزاعات ومن أسباب التوترات وشدد على دعم المملكة للجهود الرامية إلى جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سموه الليلة الماضية أمام المؤتمر السنوي التاسع عشر لمجلس العلاقات العربية الأمريكية الذي بدأ أعماله أمس الأول في العاصمة الأمريكيةواشنطن بحضور عدد من السياسيين والباحثين في المراكز الفكرية في الولاياتالمتحدة والدول العربية . وبدأ سمو الأمير تركي الفيصل كلمته بتبيان مواضع الاتفاق بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه قضايا السلام وإزالة الأسلحة النووية وتعزيز مختلف مجالات التعاون كما أشار إلى ما قد يطرأ من تباين في أسلوب وطريقة ولهجة معالجة هذه القضايا لدى الجانبين. وأشار في هذا الصدد إلى النهج الحكيم والرؤية الواضحة التي تضمنتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله للسلام في الشرق الأوسط التي تحقق الإجماع عليها من اثنتين وعشرين دولة عربية ومن ست وخمسين دولة من الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ودول أخرى على نطاق العالم . وقال إن الولاياتالمتحدة التي اعتبرت مبادرة السلام العربية ركناً أساسياً للسلام لم تتوصل إلى دفع إسرائيل للقبول بها. وعرض سموه جهود المملكة في إحراز اتفاق مكةالمكرمة بين الأطراف الفلسطينية مؤكدا استمرار المملكة في تقديم الدعم السياسي والمادي للسلطة الفلسطينية بقيادة فخامة الرئيس محمود عباس بينما أخفقت الإدارة الأمريكية في كبح السياسات الإسرائيلية الوحشية المتمثلة في ممارسات العقاب الجماعي وأعمال القتل والاعتقالات العشوائية والاستيطان غير الشرعي وتدمير منازل الفلسطينيين ومواصلة سياسات القمع والاستبداد . وأكد اهتمام المملكة والدول العربية بإتاحة الفرصة لإنجاح مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ظل التجميد الجزئي لبناء المستوطنات موضحا أن الولاياتالمتحدة لم تتمكن من حمل إسرائيل على الالتزام بتجميد بناء المستوطنات . وعرض جهود المملكة لتحقيق الوئام والانسجام السياسي في لبنان من خلال الإنجاز السعودي الذي تمثل في اتفاقية الطائف سابقاً وفي الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفخامة الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية مؤخراً إلى بيروت لمساعدة الأطراف اللبنانية على تجاوز الخلافات ، مذكرا بدعوة المملكة إلى سحب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. وتطرق سمو الأمير تركي الفيصل إلى الوضع في العراق فقال إن المملكة واصلت تقديم الدعم السياسي والمعنوي لتحقيق السلام والوفاق في العراق . وأشار إلى المساعدات الإنسانية التي قدمتها المملكة للعراق وإلى دور المملكة في تنسيق جهود دول الجوار لبحث الوضع في العراق ومساندة العراقيين على تجاوز الصعاب وتحقيق مصالحة سياسية بين الأطراف العراقية تحت مظلة جامعة الدول العربية . ونوه سموه بدعم المملكة لأفغانستان واستضافتها لاجتماعات بين الحكومة الأفغانية وطالبان إلى جانب المعونات المادية والإنسانية التي قدمتها للشعب الأفغاني . ونبه إلى النتائج العكسية التي يخلفها سقوط ضحايا مدنيين خلال القصف الجوي لأهداف في أفغانستان وعلى الحدود الباكستانية . وتحدث سمو الأمير تركي عن مساندة المملكة وجميع الدول العربية لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحه الدمار الشامل وأشار إلى أن المملكة من الدول الموقعة على معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية . وأشار إلى دعوة إدارة الرئيس أوباما إلى إزالة الأسلحة النووية على نطاق العالم وقال أن سياسة الولاياتالمتحدة في هذا الصدد تدعم جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من الأسلحة النووية ولكنها تتغاضى عن كون إسرائيل دولة نووية . وعرض سموه سلسلة الجهود والمساهمات التي قدمتها المملكة العربية السعودية من أجل تحقيق السلام والاستقرار وتعزيز التعاون البناء على النطاقين الإقليمي والدولي. وبين أن مواقف المملكة مبنية على الرؤية الواضحة والنهج الحكيم الذي ينتهجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله في سياساته الداخلية والخارجية للقضاء على الإرهاب ونبذ التطرف ورعايته لجهود الإصلاح والتقدم العلمي والحضاري على مختلف الصعد في أنحاء المملكة . وأكد سموه في ختام كلمته أهمية العلاقات الوثيقة بين المملكة والولاياتالمتحدة ووصفها بأنها علاقات تاريخية مستمرة عبر جهود الجانبين في تطويرها والسعي المتواصل لتحقيق نتائجها الإيجابية التي تؤكد أهمية المصالح المشتركة والتعاون المثمر القائم بين البلدين في مختلف المجالات.