أهالي قرية السعديات سمعوا رشقات نارية بعيدة من جهة الجبل ذكرت صحيفة كويتية، الاثنين، أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي زار لبنان مؤخرًا نجا من محاولة اغتيال خلال زيارته إلى منطقة الجنوب اللبناني يوم الخميس الماضي، بعدما تمكنت مخابرات الجيش من إحباط المخطط في مهده، وطلبت منه العودة إلى مطار بيروت بعد وقت من تحرك موكبه. ووفق ما ذكرت صحيفة "السياسة" نقلاً عما قالت إنها مصادر مطلعة جدًا على خفايا تنقلات الرئيس الإيراني خلال وجوده في لبنان أيام الأربعاء والخميس والجمعة من الأسبوع الماضي, فإن تأخر وصول نجاد إلى بنت جبيل لأكثر من ساعتين, مرده إلى تلقيه معلومات, خلال توجه موكبه إلى الجنوب, عن وجود مخطط لاغتياله. عودة الموكب وأوضحت الصحيفة، أنه في أعقاب مأدبة الغداء التي أقامها على شرفه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، ظهر الخميس، انطلق الرئيس الإيراني باتجاه الجنوب عن طريق البر، ولم يمر موكبه من منطقتي الجناح والأوزاعي، بل سلك طريق المدينة الرياضية على الأوتوستراد الجديد باتجاه مدينة صيدا. وبينما كان الموكب يسير بسرعة برفقة مواكب مموهة عدة ومروحية تابعة للجيش اللبناني، وقبل وصوله إلى دوحة الحص، التي تبعد عن بيروت بحوالي 12 كيلومترًا، تلقى إشارة من مخابرات الجيش بالتوقف والعودة إلى مطار بيروت، على أن تؤمن الحماية له فرق خاصة من الجيش وقوى الأمن. وقالت إنه وبعد تلقيه المعلومات، علم الرئيس الإيراني، أن مخابرات الجيش اللبناني اكتشفت تحركات مشبوهة على طول الطريق الساحلي، ولديها دليل على أن أمرًا ما سيحدث، كما تلقى اتصالاً من الرئيس ميشال سليمان الذي حضه على الإقلاع عن زيارة الجنوب والتذرع بضيق الوقت. إطلاق نار وفي سياق إشارتها إلى أن الرئيس الإيراني كان في دائرة الخطر، ذكرت المصادر أن أهالي قرية السعديات في ساحل الشوف سمعوا رشقات نارية بعيدة من جهة الجبل، كما أن نجاد لم يبت ليلته في فندق "الفينيسيا"، حيث مقر إقامته المعلن، بل في مقر السفارة الإيرانية، وذلك لطبيعة المنطقة الممسوحة من قبل "حزب الله"، ثم انتقل إلى الفندق سرًا في صباح اليوم الثاني من زيارته لتناول الفطور مع مدعويه. إضافة إلى ذلك وردت معلومات عن أن امرأة قصيرة تلبس "الشادور" الأسود مع النقاب لم تكن مع الوفد, خرجت من الفندق في ليل اليوم الأول من الزيارة، ثم عادت في صباح اليوم الثاني. خطة "حزب الله" وذكرت الصحيفة أنه ووفق البرنامج المعد من قبل "حزب الله", فقد كان مقررًا أن ينطلق موكب الرئيس الايراني من بيروت في اتجاه الجناح حيث يصطف المناصرون على جانبي الطريق, ومن ثم يمر من الأوزاعي ذات الكثافة الشيعية, على أن يسلك بأقصى سرعة طريق خلدة - الناعمة حيث "الرمال المتحركة"، حسب تصنيف "حزب الله" الأمني لهذه المنطقة. وخطط الحزب أيضًا لنقل مناصريه من الضاحية في 50 حافلة يتم توزيعها على شكل تجمعات أهلية كل 5 كيلومترات, تحمل كل منها الأعلام الإيرانية, على الطريق الساحلية بين الناعمة والغازية بعد صيدا. وكان الهدف من ذلك, خلق حفاوة شعبية بزيارة الرئيس الايراني في المناطق التي لا يتمتع فيها "حزب الله" بنفوذ شعبي فيها. وكشفت المصادر أن الأمين العام حسن نصر الله استدعى رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" النائب السابق أسامة سعد, قبل وصول نجاد بساعتين أي حوالي السادسة والنصف صباح الأربعاء الماضي, والتقاه في مبنى قريب من السفارة الإيرانية بين منطقة الجناح والمدينة الرياضية شمال غرب السفارة الكويتية, وأبلغه أنه سيكون مع رئيس "الحزب السوري القومي الاجتماعي" النائب أسعد حردان على المنصة مع الرئيس الإيراني, ليل اليوم نفسه, لتسليمه درعًا تقديرية خلال الاحتفال في ملعب الراية, وهذا ما حصل فعلاً. وخلال لقائهما, تحدث نصر الله مع النائب السابق عن نضال والده معروف سعد الذي وقف ضد الاقطاع, وذكره بصيدا المقاومة على مر التاريخ, وأبلغه أنه ينوي أن يعيد المدينة إلى هذا الحضن, من خلال تنظيم استقبال شعبي حاشد لنجاد. لكن المشكلة تكمن في أن أنصار سعد بضع عشرات قليلة, ومن هنا جاءت فكرة استقدام الحافلات من الضاحية لخلق مشهد شعبي لا يعبر عن الواقع بأي شكل من الأشكال، لكن كل ذلك لم يتم وألغيت الاستقبالات الشعبية المركبة بعد ورود معلومات عن مخطط اغتيال الرئيس الإيراني، بحسب الصحيفة. تهديدات لنجاد وكان بيان منسوب إلى جماعة تطلق على نفسها اسم "كتائب عبد الله عزام - سرايا زياد الجراح" هدد الرئيس الإيراني عشية زيارته إلى لبنان يوم الأربعاء الماضية، واعتبر زيارته تمثل "تحديًا" للسنة في هذا البلد" وحذر من تداعياتها. وذكر موقع "النشرة" الإخباري قبل يومين من الزيارة التي انتقدتها بعض الأطراف السياسية في لبنان تلقى عبر بريده الالكتروني بيانًا موقعًا باسم جماعة تطلق على نفسها اسم "كتائب عبد الله عزام - سرايا زياد الجراح" تضمّن تهديدًا واضحًاً وصريحًا للرئيس الإيراني عشية زيارته المرتقبة للبنان. وقال البيان آنذاك إن "زيارة أحمدي نجاد المنوي تنفيذها إلى ما يسمى لبنان في بلاد الشام لهي خطوة خطيرة جدًا وتعتبر تحديًا سافرًا لكل سني فيها"، وأضاف: "سيهتز ما يسمى لبنان وترتعد أرضه إذا ما وطأتهما قدما نجاد (...)"، وتابع: "سنبذل المستحيل لمنع هذه المؤامرة. وفي حال حدوثها نعد إلا يعود كما أتى". 8