بعد أن أصطحب الرئيس السوري على طائرته الخاصه شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيسان السوري بشار الأسد واللبناني ميشال سليمان هذا اليوم على أهمية استمرار نهج التهدئة والحوار وتعزيز الوحدة الوطنية في لبنان. وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية اللبنانية أن القادة الثلاثة بحثوا في اجتماعهم سبل تعزيز الوفاق الوطني والاستقرار الداخلي في لبنان وتحسين فرص النمو الاقتصادي والاجتماعي فيه. وأشاد القادة بالتطورات الايجابية التي حصلت في لبنان منذ "اتفاق الدوحة" في العام 2008 مؤكدين العمل على الاستمرار في نهج التهدئة والحوار وتعزيز الوحدة الوطنية ودرء الأخطار الخارجية عن لبنان. واعربوا عن مواصلتهم دعم اتفاق الدوحة واستكمال تنفيذ اتفاق الطائف ومتابعة عمل هيئة الحوار الوطني والالتزام بعدم اللجوء إلى العنف وتغليب مصلحة لبنان على أي مصلحة فئوية والاحتكام إلى المؤسسات الدستورية والى حكومة الوحدة الوطنية لحل الخلافات. واستعرض القادة الثلاثة الأوضاع الإقليمية مشددين على "ضرورة التضامن العربي لمواجهة التحديات ولاسيما الخطر الإسرائيلي وممارساته التعسفية بحق الشعب الفلسطيني والتصدي للمؤامرات التي تحاول زرع الفتن الطائفية والمذهبية التي تهدد الدول العربية". واشاروا إلى أهمية السعي الجدي والحثيث لإقامة سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط ضمن مهل محددة على قاعدة مرجعية مدريد ومبادرة السلام العربية وقد قام خادم الحرمين الشريفين بعد لقاء سليمان في بعبدا برفقة رئيس الوزراء سعد الحريري بزيارة الى منزل الحريري في بيروت حيث عقد اجتماعا معه حضره زعماء الطوائف الدينية اللبنانية ، حيث غادر بعد ذلك خادم الحرمين الشريفين مطار بيروت وكان في وداعه الرئيس اللبناني. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويرافقه الرئيس السوري بشار الأسد وصلا إلى بيروت في تمام الساعة الثانية من ظهر اليوم الجمعة . وكان في استقبال خادم الحرمين الشريفين ومرافقه كلا من الرئيس اللبناني ميشيل سليمان ورئيس الوزراء سعد رفيق الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري ، وأعضاء السلك الدبلوماسي في لبنان كما كان في استقباله حشد من كافة زعماء الكتل والتيارات اللبنانية . وتستهدف الزيارة تخفيف التوتر السياسي وتجاوز الخلافات بين الأطياف اللبنانية ، حيث تشهد الساحة اللبنانية تباعدا في المواقف بين المكونات السياسية، وتتفاؤل الأوساط اللبنانية بنتائج زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى لبنان التي تعتبر الزيارة الأولى لملك سعودي إلى لبنان منذ عدة عقود. كما أن هذه الزيارة تأتي ضمن جهود المملكة لرأب الصدع بين سوريا ولبنان حيث أصطحب الرئيس السوري بشار الأسد في زيارة هي الأولى للبنان منذ ثمان سنوات سوف تسهم في تقريب وجهات النظر بين لبنان وسوريا التي شابها التوتر منذ اغتيال رفيق الحريري في عام 2005 م . وتأتي زيارة خادم الحرمين الشريفين ضمن جولة عربية بدأها بمصر ثم سوريا ولبنان حيث وصل إلى الأردن مساء اليوم وكان في استقباله في مطار ماركا العسكري الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية .