أكد بيان صدر عن الرئاسة المصرية، السبت، اتفاق الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس المجلس السيادي الانتقالي عبد الفتاح البرهان، على أن المرحلة الدقيقة الحالية التي يمر بها ملف سد النهضة، تتطلب أعلى درجات التنسيق بين مصر والسودان. وشدد البيان على أن "مصر تدعم المقترح السوداني لتشكيل رباعية دولية تشمل رئاسة الاتحاد الإفريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، للتوسط في ملف سد النهضة". وأضاف أن "السيسي والبرهان اتفقا على رفض أي إجراءات أحادية تهدف لفرض الأمر الواقع والاستئثار بموارد النيل الأزرق". والتقى السيسي بالقصر الجمهوري في العاصمة السودانية الخرطوم، السبت، مع البرهان، حيث تطرقت المباحثات بين الطرفين بحسب المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على كافة الأصعدة، فضلا عن مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة تطورات الأوضاع بمنطقة الحدود السودانية الإثيوبية والتحركات السودانية الأخيرة لبسط سيادة الدولة على حدودها الشرقية المتاخمة لإثيوبيا. كما تم التباحث حول مختلف المستجدات في منطقة القرن الإفريقي وشرق إفريقيا، حيث عكست المناقشات وفق الرئاسة المصرية "تفاهما متبادلا بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، بما يكفل تعزيز القدرات الإفريقية على مواجهة التحديات التي تواجه القارة ككل، كما تم الاتفاق على تكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسؤولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي يشهدها حاليا المحيط الجغرافي للدولتين". وأعرب البرهان خلال لقائه السيسي عن "تقديره لمواقف مصر الداعمة للسودان في كافة المجالات، لمواجهة تداعيات الأزمات المختلفة، وكذلك المساهمة في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب". وعلى صعيد العلاقات الثنائية، أكد البرهان "تطلع وحرص السودان على تفعيل المشروعات المشتركة بين مصر والسودان وتعزيز آفاق التعاون بينهما على مختلف الأصعدة خاصة على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري". ومن جانبه، أشاد الرئيس المصري بما تشهده العلاقات الثنائية مؤخرا من زخم كبير، بما يعكس إرادة سياسية للارتقاء بتلك العلاقات إلى آفاق أوسع، خاصة في مختلف المجالات الاستراتيجية ذات الاهتمام المشترك. كما أكد السيسي "استمرار دعم مصر لحكومة وشعب السودان في كافة المجالات، والاهتمام بالارتقاء بالعلاقات الثنائية بما يعزز الشراكة الاستراتيجية القائمة على أساس الاحترام المتبادل والتعاون المشترك لما فيه صالح البلدين الشقيقين، وعلى نحو يجعل العلاقات المصرية السودانية نموذجا يحتذى به للشراكة التنموية الشاملة والتكامل الاقتصادي". كذلك أشار السيسي إلى "مساندة مصر لكافة جهود تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في السودان خلال المرحلة المفصلية من تاريخه، وذلك انطلاقا من قناعة راسخة بأن أمن واستقرار السودان يعد جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر، وأن يد مصر دائما وأبدا ممدودة للتعاون والخير والبناء للسودان كنهج استراتيجي".