بعدما تفاءل العالم خيراً بأن التوتر بين الصينوالهند لن يتطورّ أكثر من ذلك، إثر إعلان الصين، الأربعاء، أنها لا ترغب بمزيد من الاشتباكات على الحدود مع جارتها، خابت الآمال مع الكشف عن موقف الهند التي أكدت على لسان رئيس الوزراء ناريندرا مودي، أن مقتل 20 جندياً هندياًفي اشتباكات مع القوات الصينية على الحدود بين البلدين "لن تذهب سدى". وردت الصين بأنها طالبت الهند بمعاقبة المسؤولين عن الاشتباك الحدودي بين البلدين، وهو ما ينذر باشتباكات أخرى. الحكاية بدأت بعدما أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، تجاو ليجيان، الثلاثاء، أن جنوداً هنوداً عبروا خط الحدود مرتين الاثنين "واستفزوا وهاجموا عناصر صينيين ما أدى إلى مواجهة جسدية خطيرة بين قوات الحدود على الجانبين". في حين أعلن متحدث عسكري هندي في بيان "أن مواجهة عنيفة وقعت مساء أمس (الاثنين) ونجم عنها قتلى من الجانب الهندي وهم ضابط وجنديان". كما أفاد الجيش الهندي بوقوع ضحايا "من الجانبين" لكن بكين لم تشر إلى أي قتلى أو جرحى في صفوف عناصرها، مكتفية بتوجيه أصابع الاتهام للهند في الحادثة. لتتوالى بعدها التصريحات من الطرفين، فبينما عبّرت الصين عن رغبة بالتهدئة، أكد الهند أن مقتل جندودها لن يمر دون حساب. ويعد هذا الحادث أول مواجهة تشهد مقتل جنود بين العملاقين الآسيويين منذ عام 1975. لكن توترا ومواجهة تدور منذ أكثر من شهر بين آلاف الجنود من كلا البلدين، اللذين لا يفصل بينهما سوى بضع مئات من الأمتار في منطقة لاداخ بالقرب من التيبت. وعقد ضباط عسكريون ودبلوماسيون من البلدين في وقت سابق سلسلة من الاجتماعات في محاولة لإنهاء الأزمة دون التوصل إلى أي اختراق. وقد بدأ هذا التوتر الأخير بعد أن أعلن مسؤولون هنود أن جنوداً صينيين عبروا الحدود في لاداخ في أوائل مايو من ثلاث نقاط مختلفة ونصبوا خياما ونقاط حراسة وتجاهلوا التحذيرات بالمغادرة. وأثار ذلك اشتباكات لفظية ورشقا بالحجارة وعراكا بالأيدي. وقد تناقلت القنوات الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي مشاهد من هذه الحوادث. يشار إلى أنه كثيرا ما تقع مواجهات بين الدولتين النوويتين بشأن حدودهما البالغة 3500 كلم، والتي لم يتم ترسيمها بشكل صحيح، لكن دون أن ينجم ذلك عن سقوط قتلى منذ عقود.