برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله - ، عقد أصحاب الجلالة والسمو قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم اجتماع الدورة التاسعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون في قصر الدرعية بمدينة الرياض. وقد بدأت الجلسة الافتتاحية بآيات من الذكر الحكيم. تلا ذلك كلمة لصاحب السمو السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان، عبر فيها عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على استضافته لهذه القمة، ناقلاً تحيات صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان لأخيه خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله - وتمنيات جلالته الطيبة للأسرة الحاكمة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وأن يمن على المملكة بكل خير . ودعا سموه قادة دول مجلس التعاون إلى العمل بما جاء في كلمة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، التي جاءت معبرة ويقتدى بها في عمل مجلس التعاون، راجيا أن تجسد هذه المعاني واقع يحمي المجلس ويوفقه دائما لكل خير . إثر ذلك ألقى معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني كلمة رفع فيها شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله-، لاستضافة المملكة اجتماع المجلس الأعلى في دورته التاسعة والثلاثين، معبراً عن وافر الاعتزاز والعرفان للجهود الحثيثة والمساعي الموفقة التي يبذلها خادم الحرمين الشريفين, -رعاه الله- من أجل ترسيخ العمل الخليجي المشترك، وتأكيد تلاحم دول المجلس وتكاتفها وتضامنها، وتعميق روابط الأخوة والمحبة بين شعوبها, مهنئاً خادم الحرمين الشريفين بمناسبة الذكرى الرابعة لمبايعته -رعاه الله- وتوليه مقاليد الحكم، سائلا المولى العلي القدير أن يمد في عمره، ويعينه على تحقيق آماله في مواصلة المسيرة التنموية الشاملة في أرض الحرمين الشريفين. كما قدم معاليه شكره لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، على ما تميَّزت به رئاسة سموه للدورة الثامنة والثلاثين للمجلس الأعلى، من حكمة بالغة وحرص كبير واهتمام واضح بمسيرة العمل الخليجي المشترك، وما بذلته الحكومة الكويتية الموقرة، من جهد سخي وعمل متواصل لتعزيز هذه المسيرة المباركة، ومضاعفة إنجازاتها وصيانة مكتسباتها. فيما رفع الدكتور الزياني التهاني والتبريكات إلى صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والحكومة الموقرة وشعب سلطنة عُمان العزيز بتولي سلطنة عمان مهام الرئاسة للدورة الحالية للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون، سائلا المولى العلي القدير أن يكلل جهود السلطنة، وقيادتها الحكيمة وشعبها الكريم، بتحقيق الأهداف السامية لمسيرة المجلس المباركة نحو مزيد من الترابط والتعاون والتكامل. وهنأ معاليه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين على النجاح الكبير الذي شهدته الانتخابات البرلمانية والبلدية لعام 2018م، وبنسبة مشاركة شعبية عالية بلغت 67% من الناخبين المدرجين على جداول الانتخابات، مشيراً إلى أن ذلك تأكيدا على الحس الوطني الرفيع والولاء التام لقيادة جلالته الحكيمة، ودعما للمسيرة الديمقراطية والمشاركة السياسية. وأشار معالي الأمين العام لمجلس التعاون إلى أن هذه الدورة تنعقد في ظل أوضاع إقليمية حساسة وتحديات صعبة تتطلب من دول مجلس التعاون مزيداً من التضامن والتلاحم، وقدراً كبيراً من العمل الجاد لمواصلة الجهود لتعزيز التنسيق والتكامل والترابط بين دول المجلس، وترسيخ القواعد التي قامت عليها هذه المنظومة الشامخة التي أصبحت، بفضل من المولى القدير وبجهودكم وقيادتكم الحكيمة ورؤيتكم الثاقبة، محط أنظار وتقدير دول العالم الشقيقة والصديقة والحليفة. وأكد معاليه في ختام كلمته أن ما حققته مسيرة مجلس التعاون من إنجازات بارزة وملموسة على مختلف المستويات ستظل ثمرة من ثمار دعم قادة المجلس ومساندتهم لهذه المسيرة ، ونتيجة للتفاني والإخلاص والولاء والوفاء الذي يعبر عنه مواطنو دول المجلس الكرام ، الذين ينظرون بعين الأمل والتفاؤل إلى المستقبل الزاهر المنشود، في ظل مجلس التعاون ومسيرته المباركة, مشيداً بحرص واهتمام قادة دول المجلس بمسيرة العمل الخليجي المشترك وتطويرها باستمرار لضمان تحقيق أهدافها النبيلة، وعزمهم الصادق على أن يظل مجلس التعاون كياناً متماسكاً راسخاً، معبراً عن عمق العلاقات الأخوية والروابط المتينة والمصالح المشتركة، وحصناً منيعاً لحفظ الأمن والاستقرار والدفاع عن مكتسبات وانجازات دوله ومواطنيه وضمان أمن واستقرار المنطقة، وواحة للنماء والازدهار والرخاء. عقب ذلك ألقى سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت رئيس الدورة السابقة كلمة تقدم فيها بخالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- على المبادرة الكريمة باستضافة أعمال الدورة التاسعة والثلاثين وعلى حفاوة الاستقبال وحسن الإعداد لهذا اللقاء المهم الذي يجمعنا في إطار بيتنا الخليجي , مؤكدا حرص الجميع على دعمه والسعي المتواصل على الحفاظ عليه . وقال سموه " يسرني بمناسبة انعقاد دورتنا هذه التي تتزامن مع ذكرى تولي أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم في الثالث من ربيع الثاني أن أتقدم بخالص التهنئة متضرعا إلى الباري عز وجل أن يمده بموفور الصحة والعافية ليواصل مسيرة العطاء والازدهار للمملكة الشقيقة. وأضاف سمو أمير دولة الكويت قائلاً: "إن انعقاد هذه الدورة لمجلسنا الموقر في موعدها المحدد رغم الظروف التي نمر بها يؤكد حرصنا جميعا على مجلس التعاون واستمرار آلية انعقاد دوراته, كما يجسد إدراكنا لحجم الإنجازات التي تحققت لنا في إطاره وسعينا للحفاظ على هذه المنجزات باعتبارها تحقيقا واستجابة لتطلعات وطموح أبناء دول المجلس، وفي هذا الصدد فقد توصلنا و الحمد وبفضل توجيهاتكم وحرصكم إلى عقد اجتماعات لعدد من اللجان الوزارية على مدى العام الماضي التي تؤكد على حيوية وفعالية مسيرة التعاون بين دول المجلس في المجالات كافة والمرفوعة اليوم لمجلسكم الموقر لإقرارها". وتابع سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح يقول: إننا ندرك الأوضاع التي تعيشها منطقتنا والتحديات الخطيرة التي تواجهها وتصاعد وتيرتها المقلق الأمر الذي يدعونا أن نجسد وحدة كياننا وأن نعزز عملنا المشترك لدعم مسيرتنا ولعل أخطر ما نواجهه من تحديات الخلاف الذي دب في كياننا الخليجي واستمراره لنواجه تهديدا خطيرا لوحدة موقفنا وتعريضا لمصالح أبناء دولنا للضياع وليبدأ العالم وبكل أسف بالنظر لنا على أننا كيانا بدأ يعاني الاهتزاز وأن مصالحه لم تعد تحظى بالضمانات التي كنا نوفرها له في وحدة موقفنا وتماسك كياننا وفي سياق حديثنا عن التحديات التي نواجهها فلا بد لنا من التأكيد على قلقنا من تنامي ظاهرة الإرهاب واستنكارنا لها مشددين على ضرورة تضافر جهودنا للتصدي لها وتخليص العالم من شرورها. وأكد سمو دولة الكويت أنه انطلاقا من حرصنا على الحفاظ على وحدة الموقف الخليجي وسعيا منا لتدارك الأمر في وضع حد للتدهور الذي نشهده في وحدة هذا الموقف وتجنبا لمصير مجهول لمستقبل عملنا الخليجي فإننا ندعوا إلى وقف الحملات الإعلامية التي بلغت حدودا مست قيمنا ومبادئنا وزرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا وستدمر كل بناء أقمناه وكل صرح شيدناه .