ساعات قليلة وينتهي عام 2016، الذي يستذكر فيه السعوديون سلسلة من الظواهر التي شدت انتباههم، لعل أبرزها ظاهرة "هايط لأراك" التي حظيت بتفاعل واسع، وسط تباين بين مؤيد ومعارض من شرائح المجتمع السعودي. عام 2016، انتشرت مقاطع أظهرت التباهي والتفاخر بالنعمة، وهو ما ساهم بموجة غضب واستياء عارم داخل المجتمع السعودي، حيث دشّن العديد من المغردين حملة للتحذير من الإسراف، وخطره على المجتمع، وذلك من خلال هاشتاغات لاقت تفاعلاً من قبل الآلاف من المغردين، حتى إن بعض حسابات الوزارات الرسمية شاركت بالتغريد. وأوضح مختصون تحدثت إليهم "العربية نت" أن ظاهرة الهياط تعد سلوك أفراد دفعهم حب الشهرة للقيام بذلك، مؤكدين أن ما قاموا به لا يمثل سلوكا عاما للمجتمع، وإنما مجرد تجاوزات فردية لأشخاص يعانون ضعفا وسوء فهم في ثقافة الكرم، مؤكدين أن الظاهرة لم تكن لتلقى هذا الرواج والاشتهار لولا هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي، التي أفقدت المجتمع الخصوصية الثقافية والقيمية. إلى ذلك، قال قانونيون إن التباهي والتفاخر من خلال التبذير بالنعم، يدخل ضمن نظام الجرائم الإلكترونية، والتي تنص على المعاقبة بالسجن 5 سنوات، وغرامة نحو 3 ملايين ريال، لكل شخص ينتج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، مؤكدين أنه يكفي قيام شخص واحد برفع دعوى ضد هؤلاء، حتى يتم إحالتهم للتحقيق والادعاء العام بالتهم الواردة أعلاه. دهن العود والسمن والعسل وبدأت أشهر مقاطع الهياط عام 2016، بالاغتسال بدهن العود ثم السمن ثم العسل، حيث تم نشر عدد من المقاطع التي تظهر قيام أشخاص بغسل أيدي ضيوفهم بسائل دهن العود وظهر مقطع آخر بالعسل أثناء إحدى المناسبات، فيما أظهر مقطع ثالث قيام أحد الأشخاص بسكب كيسين من الهيل داخل مجلس، محاولا التعبير بذلك عن إكرامه لضيوفه. وكانت موائد النقود الأكثر انتشاراً، حيث نشرت عدة مقاطع لأشخاص يتباهون بكثرة نقودهم، فمنهم من أعد بها الطعام، ومنهم من أعد الشاي، ومن أعد بها العصير، فيما قام آخر بتغطية جسده بالنقود، ورغم أن بعضها كانت مقاطع ساخرة إلا أنها لقيت استهجانا على اعتبار أن الاستعراض بالأموال بهذه الطريقة يجسد تباهيا غير لائق. المتظاهر بنحر ابنه أما المقطع الصدمة، فقد كان من نصيب المتظاهر بنحر ابنه، حيث تم نشر مقطع فيديو ظهر من خلاله شخص يتظاهر بنحر ابنه وتقديم دمه للضيوف لغسل أيديهم إمعاناً في إكرامهم، وهو ما استدعى تدخل الشرطة التي قامت بالقبض على الأشخاص المتورطين في تصوير المقطع، محذرة من هذه التصرفات العبثية التي تعكس صورة سيئة عن المجتمع السعودي.