عيد الهالوين"، قد لا يعرفه كثير من السعوديين الذين فجعوا بمقتل المبتعث السعودي حسين النهدي. في هذا اليوم الذي يحتفل به الأميركيون ب"ليلة جميع القديسين" تنتشر ممارسات غامضة وغريبة تعود في أصولها لشعب السلتيك الذين عاشوا في الجزر البريطانية، ولهذا السبب كان حتى الزمن القريب يجري الاحتفال بالهالوين كعيد "للرعب" في بريطانياوالولاياتالمتحدة. في هذا اليوم، كانت كاميرات أمنية مزروعة في شارع مزدحم بجانب مطعم بيتزا تصور لحظة مقتل "حسين النهدي" الذي لم يكن وحيداً قبل ساعة من مقتله، فالمغدور كان برفقة أصدقاء له بأحد مقاهي ذلك الشارع. الشرطة قالت إن شهود عيان كانوا في المنطقة عند وقوع الجريمة. من جهته، قال قائد قسم الشرطة للعمليات المحلية في ويسكونسن، تود سوارتز: "ما زلنا في سير التحقيق . مينوموني في ويسكونسن، مدينة يقطن فيها 16200 ألف نسمة، شهدت مقتل "النهدي" في نهاية أيام سباق رئاسي متقلب اتُهم فيه المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالعنصرية المتكررة في خطاباته ضد المسلمين وسط تصاعد مستمر في التهديدات والاعتداءات والمضايقات ضد المسلمين والعرب في مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة. واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بين من اعتبر أن النهدي ضحية "إرهابي الأميركي" ولدت عنصريته من الخطاب المعادي الذي شنه "ترامب" تجاه المسلمين، في حين أعلن البعض الآخر أن الضحية ضربت بوحشية حتى الموت: "لا تقولوا لي إن خطاب ترامب العنصري مجرد كلمات"، وفق أستاذ في كلية الحقوق في ديترويت، خالد بيضون. ولم تحدد الشرطة حتى الآن الدافع وراء مقتل النهدي، لكن سوارتز أكد أنه "لا يستطيع التعليق فيما إذا كان النهدي قد دخل في عراك مع القاتل أو أنه قتل بدافع الكراهية. النهدي، كان شاباً محبوباً في جامعته رغم عام ونصف العام قضاها فيها فقط. زيون جوزمان، أحد زملاء السكن مع النهدي قال ل"واشنطن بوست": "لم ألتق أحداً لم يحب النهدي، له كاريزما تجعلك تقع في حبه على الفور". وأوضح زيون أن النهدي كان يعرف القليل من الإنجليزية عند وصوله، لكنه تعلم الانغماس سريعاً في الثقافة الأميركية. كان دائم السؤال وسريع التعلم. حتى إنه زار عائلات زملاء السكن في ويسكونسن، وتساءل عن سر شعبية الجبنة البيضاء. أما في مينوموني، كانت الضحكة لا تغادر وجه النهدي. يعانق الجميع، ويعد وجبات الطعام السعودية لجميع زملائه. هذا ويشكل السعوديون النسبة الأكبر من الطلاب في جامعة ويسكونسن - ستاوت وازدادت حوادث التحرش ضد المسلمين خلال هذه الفترة، فعلى بعد 70 ميلاً من جامعة مينيسوتا، كتب مخربون كلمة "ISIS" أي "داعش" على شعار رابطة الطلاب المسلمين. والشهر الماضي، في لونسديل، مينيسوتا، وضع صاحب متجر لافتة كتب عليها "فليخرج المسلمون". وفي ولاية آيوا، رسم شخص بالرذاذ اسم "ترامب" بأحرف حمراء على حائط أحد المساجد.