قال وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره اليوم الجمعة إن الأعضاء المحافظين بحكومة المستشارة أنجيلا ميركل اتفقوا على ضرورة حظر ارتداء النقاب في المدارس والجامعات وأثناء القيادة. وقال دي مايتسيره للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في برلين "نحن جميعا نرفض النقاب، إنه لا يناسب مجتمعنا المتحرر الفكر، إظهار الوجه مهم جدا للتعايش معا. من أجل تماسك المجتمع فحسب.. ومن ثم فإننا ندعو الجميع لإظهار وجوههم". يأتي هذا بعد تدفق أكثر من مليون لاجئ مسلم معظمهم من سوريا والعراق وأفغانستان على ألمانيا العام الماضي وعقب تزايد القلق إثر هجومين نفذهما إسلاميون وإقدام مختل عقليا على إطلاق النار عشوائيا. ومن المقرر أن يصدر وزراء داخلية الولايات المنتمون لحزب ميركل الديمقراطي المسيحي ومن الاتحاد الاجتماعي المسيحي المتحالف معها إعلانا في وقت لاحق ينص على إجراءات أمنية مشددة تشمل نشر المزيد من أفراد الشرطة وتعزيز المراقبة في الأماكن العامة. ومن المقترحات الأكثر إثارة للجدل دعوة لحظر ارتداء النقاب في بعض الأماكن. ويقول مؤيدو هذه المقترحات إن النقاب يظهر حالة من عدم التجانس في المجتمع ويوحي بأن من ترتديه أقل منزلة كما قد يشكل مخاطر أمنية. وأضاف، دي مايتسيره، "اتفقنا على أننا بحاجة لجعل إظهار الوجه في الأماكن التي يتعين إظهاره فيها إلزاما قانونيا، عندما يكون من الواضح أن إجراء معينا لا يمكن القيام به سوى بإظهار الوجه. هذا يعني أن من ينتهك هذا الأمر سيواجه عواقب". وعلى سبيل المثال قال إن المرأة يجب أن تظهر وجهها أثناء القيادة وحين تسجل أوراقا لدى السلطات وفي المدارس والجامعات وفي المكاتب العامة وفي المحاكم. ولا بد أن توافق الحكومة على مقترحات الاتحاد الديمقراطي المسيحي حتى تصبح قانونا ملزما. وأحدث الجدل حول حظر النقاب انقساما داخل ائتلاف ميركل الحاكم إذ يعارضه أغلب أعضاء الحزب الديمقراطي الاشتراكي شريكها في الائتلاف. وتجيء دعوة الاتحاد الديمقراطي المسيحي لفرض حظر جزئي على ارتداء النقاب بعد أن فقد قدرا من شعبيته أمام حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة والذي يريد منع النقاب والمآذن. ومن المتوقع أن يحقق حزب البديل نتائج طيبة في انتخابات الولايات في برلين وفي ولاية ميكلينبرج-فوربوميرن بشرق البلاد في سبتمبر أيلول. وقالت وزيرة العمل أندريا ناليس العضو بالحزب الديمقراطي الاشتراكي إن مطالب المحافظين بحظر النقاب علامة على خطاب سياسي"يزداد عداء للأجانب". وبألمانيا نحو أربعة ملايين مسلم يشكلون حوالي خمسة في المئة من إجمالي السكان. ولا توجد إحصاءات رسمية بشأن أعداد المنتقبات في ألمانيا لكن رئيس المجلس المركزي لمسلمي ألمانيا أيمن مزيك قال إن ارتداءه نادرا جدا. ووجدت دراسة أجراها المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في 2009 أن أكثر من ثلثي المسلمات في ألمانيا لا يرتدين حتى الحجاب.