في أول رد فعل على خروقات الهدنة في سوريا بيومها الثاني ، وعما إذا كان التدخل البري واردًا في سوريا في حال استمرار الخروقات للهدنة ، قال معالي الأستاذ الجبير :" هناك اختراقات للهدنة من قبل الطيران الروسي ومن قبل طيران النظام"، وهناك تشاور حول الموضوع مع دول مجموعة دعم سوريا، مع اعتقادنا أن الالتزام بالهدنة مؤشر مهم بالنسبة لجدية النظام السوري في الوصول إلى حل سلمي للأزمة السورية يشمل إنشاء سلطة انتقالية بموجب إعلان جنيف واحد، إضافة إلى انتقال السلطة من بشار الأسد إلى هذا المجلس وهو دستور جديد من الانتخابات، ولمستقبل جديد لسوريا لا مكان لبشار الأسد فيه". وأضاف : "روسيا موقفها أن هذه العمليات ضد "داعش" وجبهة النصرة، وهذا تم الاتفاق عليه من قبل المجموعة الدولية لدعم سوريا، والموقف الروسي أن هذه العمليات تستهدف داعش والنصرة، أما إذا كانت هذه العمليات لم تستهدف داعش والنصرة واستهدفت المعارضة المعتدلة فهناك خلاف على هذا الموضوع، وأشار معاليه إلى أن المبعوث الأممي يقوم بالتواصل مع الروس والنظام حول هذا الموضوع لمحاولة الخروج بتفاهم يؤدي إلى إيقاف العمليات العسكرية ضد المعارضة السورية المعتدلة ويبقى التركيز على داعش والنصرة . وأضاف : " أن الصورة ستكون أكثر وضوحًا في الأيام القادمة حيال ما إذا كان النظام وروسيا جادين في عملية وقف إطلاق النار أم لا"، مشيرًا إلى أن المملكة على تشاور مع دول أخرى "لمعرفة نوايا النظام السوري وروسيا". وأضاف :" أنه إذا استمرت الهدنة واستطعنا خلالها أن ندخل المساعدات الإنسانية لجميع المناطق في سوريا سنسهم في انقاذ عدد كبير من الشعب السوري، كما إذا لم نستطع أن نستمر في الهدنة فهناك خيارات أخرى منها ما ذكره وزير خارجية الولاياتالمتحدة أن هناك خطة (ب) إذا اتضح أنه لا توجد جدية لدى النظام السوري أو لدى حلفائه فالخيار الآخر وارد وسيكون التركيز عليه ". وتابع :"الحل يشمل سوريا من دون بشار الأسد. لا يوجد خلاف على هذا، ولا توجد مساومة على هذا. السؤال هل يخرج بموجب حل سلمي، والذي يعتبر الأفضل والأسرع؟ أو يخرج بموجب حل عسكري؟ الأمر يعود له، ولكن المنطق واضح وهذه الخيارات أمامه". وفيما يتعلق بموقف المملكة من التدخل البري قال معاليه :"أريد أن أوضح موقف المملكة أنه إذا كان التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولاياتالمتحدة قرر أن يرسل قوات برية لسوريا فالمملكة العربية السعودية مستعدة أن تسهم بإرسال قوات خاصة ضمن هذا التحالف". وأضاف :" أن أي تحرك سيكون ضمن التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة والذي تعد المملكة من ضمن الدول المؤسسة له، والمشاورات قائمة والقرار لم يتخذ بعد" . من جانبه أعرب معالي وزير الخارجية الدنماركي كرستيان ينسين عن الشكر والتقدير على ما وجده وفد بلاده في المملكة العربية السعودية من حسن استقبال وكرم ضيافة . وأكد معاليه حرص بلاده على تعزيز العلاقات مع المملكة في شتى المجالات لاسيما التجارية وتوسيع التبادل التجاري بين البلدين الصديقين. جاء ذلك بعدجلسة محادثاته مع وزير الخارجية الدنماركي ، في المؤتمر الصحفي ، وأكد معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير أن العلاقات الثنائية بين المملكة والدنمارك مميزة وتاريخية، مشير إلى أن هناك نحو مئة شركة دنماركية تعمل في المملكة، منها شركة ( هينين لارسون ) التي صممت مبنى وزارة الخارجية ، وهذا ما يدل على متانة العلاقة بين البلدين. وتطرق معاليه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع معالي وزير الخارجية الدنماركي كريستيان يانسن، بمقر الوزارة اليوم , إلى المباحثات التي أجراها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - مع صاحب السمو الملكي الأمير فريدريك هنريك أندريه ولي عهد مملكة الدنمارك ، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية - أيده الله - , كما تطرق إلى لقائه نظيره الدنماركي الذي بحث التطورات في المنطقة ومنها الأوضاع في سوريا والعراق وإيران ، إلى جانب الأوضاع في اليمن ومواجهة الإرهاب وأبان الجبير أن التبادل التجاري بين المملكة والدنمارك متوازن ووصل إجماليه تقريباً إلى بليون ونصف البليون يورو في السنة، لافتا النظر إلى أن الجانبين يسعيان إلى تطوير التبادلات والعلاقات وتكثيفهما خدمة لمصالح الشعبين، مقدما الشكر إلى معاليه على هذه الزيارة وتبادل الحديث والآراء البناءة . من جهته أعرب معالي وزير الخارجية الدنماركي عن سعادته بلقاء خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- وبتواجده في الرياض، مبينا أن هذه الزيارة ضمت وفدا من رجال الأعمال الدنماركيين ، التي تؤكد مدى عمق التعاون التجاري بين الشركات السعودية والدنماركية المنتشرة في مناطق المملكة، مؤكدا أهمية العمل عن قرب فيما بينها لتبادل الشركات والإستثمارات وتحقيق النماء والإستثمار في البلدين . وأفاد يانسن أنه ناقش خلال لقائه معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير، المسائل الأمنية المهمة في المنطقة، وما يوجد من الظروف السياسية والمصاعب في اليمن والعراق، بالإضافة إلى بحث سبل تجفيف منابع تمويل جميع أشكال الإرهاب، ومناقشة جمع المعارضة السورية والتوفيق بينهم للوصول الى حل مبني على اتفاقية جنيف . وأشار إلى مكانة المملكة في هذه المنطقة ودورها في حفظ استقرارها، مؤكدا أهمية العلاقات ومداها بين البلدين نظراً لعلاقة الدنمارك بالإتحاد الأوروبي والعلاقات في المملكة .