أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، أن حكومته سوف تتصرف "بصبر لا بعاطفة" قبل اتخاذ أي إجراءات ردا على قرار روسيا فرض عقوبات على تركيا، وقال في تحدٍ واضح : إنه سيغادر منصبه إذا ثبتت اتهامات الرئيس الروسي لتركيا بشراء النفط من تنظيم (داعش)، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية عن وجود "أدلة" تؤكّد انتهاك الطائرة الروسية التي تم إسقاطها للمجال الجوي التركي. وقالت روسيا في وقت سابق اليوم إنها ستحظر بشكل أساسي واردات المنتجات الزراعية من تركيا بعدما أسقط الجيش التركي طائرة حربية روسية الأسبوع الماضي. وأبلغ أردوغان الصحفيين أيضا على هامش قمة المناخ في باريس أن تركيا تعمل على ضمان ألا تتمزق العلاقات بالكامل مع روسيا المورد الرئيسي للطاقة إلى بلاده. وبث تلفزيون (سي. إن. إن تورك) تصريحاته على الهواء مباشرة. أردوغان قال أيضاً إن "المصادر التي نشتري منها النفط والغاز الطبيعي معلومة للجميع، وهي مصادر مشروعة ومعلنة، ولسنا عديمي الكرامة لنتعامل مع منظمات إرهابية". وأضاف ردًا على مزاعم بوتين بشراء تركيا النفط من "داعش"، "في حال إثبات حدوث أمر كهذا لن أبقى في منصبي، وأقول لبوتين هل ستبقى في منصبك (في حال ثبوت كذب مزاعمه)، لقد ناقشت هذا الموضوع اليوم مع عدد من الزعماء". وكانت تركيا أعلنت الثلاثاء 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إسقاط طائرة عسكرية روسية انتهكت أجواءها وذلك وفقا لقواعد الاشتباك المعمول بها بعد تحذيرها 10 مرات خلال 5 دقائق فتجاهلت التحذيرات التركية، ما اعتبرته أنقرة حقها بموجب القانون الدولي بالتعامل مع أي تهديد لسلامة أي دولة. وقدمت تركيا تسجيلات وخرائط تثبت انتهاك الطائرة الروسية للمجال الجوي التركي كما توثق النداءات التي وجهت لها للخروج من السماء التركي، وأكد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، صحة المعلومات التي نشرتها تركيا، وأكدت أميركا من جانبها أنها تميل إلى تصديق الرواية التركية. وجدد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو الاثنين تأكيده على حق تركيا السيادي الدفاع عن مجالها الجوي وسلامة أراضيها" رافضا تقديم أي اعتذار لروسيا عن اسقاط مقاتلتها، قائلا: "لن يعتذر أي رئيس وزراء تركي ولا أي رئيس أو أية سلطة". وأضاف "لا يمكن لأي دولة أن تطالبنا باعتذارات، لأننا لم نقم إلا بواجبنا" أي "حماية مجالنا الجوي وحدودنا" مشيراً إلى أنه "كان عملاً دفاعياً".