اعتبر رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني الاحد خلال زيارته جبل سنجار في شمال العراق، ان قوات البشمركة حققت "ملحمة تاريخية" بفك حصار تنظيم "داعش" لهذا الجبل القريب من الحدود السورية. واتت زيارة بارزاني غداة تمكن البشمركة من الوصول الى الجبل الذي كانت مئات العائلات الايزيدية محاصرة فيه، اثر عملية عسكرية واسعها بدأتها الاربعاء، بدعم مكثف من طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وقال بارزاني للصحافيين "البشمركة حققوا ملحمة تاريخية خلال هذين اليومين حيث لم تكن بتوقعاتنا ان نحقق كل هذه الانتصارات". واضاف "خلال 48 ساعة فتحت قطعات البشمركة طريقين رئيسين الى جبل سنجار"، كما تمكنت من "تحرير جزء كبير من مدينة سنجار". واكد ان العملية "ستتوقف عند هذا الحد لاعادة النظر في خطتنا لانه لم يكن في توقعاتنا تحقيق كل هذه الانتصارات في هذه الفترة القصيرة". وشارك في العملية التي بدأت الاربعاء، نحو ثمانية آلاف مقاتل كردي، دعمهم طيران التحالف بنحو 50 غارة منذ الاثنين. واشار مجلس الامن القومي الكردي الى ان العملية كانت "الاكبر والاكثر نجاحا" ضد تنظيم "داعش"، منذ الهجوم الكاسح الذي شنه في العراق في يونيو، وادى الى سيطرته على مناطق واسعة من البلاد، ابرزها الموصل، كبرى مدن شمال البلاد. واعرب بارزاني عن استعداد البشمركة للمشاركة في استعادة الموصل، الواقعة الى الشرق من سنجار، قائلا "سوف نشارك اذا طلبت منا الحكومة العراقية، واكيد ستكون لنا شروطنا". وكان رئيس اقليم كردستان اعرب خلال مقابلة مع قناة "العربية" الفضائية هذا الاسبوع، ان استعادة الموصل يجب ان تكون تحت اشراف حكومة بغداد وبمشاركة قواتها الامنية، وان البشمركة مستعدة للمساهمة في ذلك. وحذر من ان قيام البشمركة بمفردها بمحاولة طرد تنظيم "داعش" من الموصل قد يؤدي الى "حرب عربية كردية وهذا ما لا يمكن ان اقبل به". ويمكن لاعادة السيطرة على سنجار التضييق على طرق امداد التنظيم المتطرف بين الموصل ومناطق سيطرته في سورية. واكد بارزاني في تصريحاته أمس "لن نترك شبراً من ارض كردستان لداعش واي مكان يتواجد فيه داعش سنضربه". ويخوض مقاتلون سوريون اكراد منذ منتصف سبتمبر، معارك ضارية ضد التنظيم الذي يحاول السيطرة على مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) في شمال سورية. وانضم قرابة 150 عنصرا من البشمركة الى هؤلاء في عملية الدفاع عن المدينة.