ذكر تقرير صحفي أنّ دولة الإمارات العربية المتحدة علّقت مشاركتها في الحملة الجوية ضد تنظيم داعش لأسباب تقنية تتعلّق أساسا بعدم توفّر ما يكفي من الضمانات وإجراءات الحماية للطيارين المشاركين في الحملة بما في ذلك عدم كفاية جهود البحث والإنقاذ قرب ميدان المعركة. إلاّ أن محلّلين أثاروا إمكانية وجود تحفظات إماراتية أعمق على فعالية المعركة ضد التنظيم المتشدّد وانتقادات لطرق إدارتها ومنع تحوّل ضربات الطيران إلى غطاء جوي لميليشيات ناشطة على الأرض في العراق لا تقل تشدّدا عن تنظيم داعش نفسه. وكانت الإمارات وفقا ل:" العرب اللندنية " قد صنّفت عددا من تلك الميليشيات وأبرزها منظمة بدر بقيادة هادي العامري، وسرايا السلام التابعة للتيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، كتنظيمات إرهابية. وأفادت صحيفة نيويورك تايمز أمس أن دولة الإمارات علقت مشاركتها في الحملة الجوية ضد تنظيم داعش بعد أسر الطيار الأردني معاذ الكساسبة الذي أعلن التنظيم أول أمس قتله بطريقة شنيعة عبر حرقه حيا. وأوضحت نقلا عن مسؤولين أميركيين أن الإمارات، الحليف المهم للولايات المتحدة في الحملة، علقت الضربات الجوية منذ ديسمبر الماضي حرصا على سلامة طياريها.وأضافت أن الإمارات تريد من الولاياتالمتحدة أن تحسّن جهود البحث والإنقاذ بما يشمل استخدام طائرة "في -22" أوسبري قرب ميدان المعركة في شمال العراق. وذكرت أن طياري الإمارات لن ينضموا إلى الحملة إلى حين نشر الطائرات المذكورة التي تقلع وتهبط مثل مروحيات لكنها تحلق كطائرات نفاثة.وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤول عسكري أميركي كبير إن الطيار الأردني أسر من قبل مقاتلي داعش بعد دقائق من تحطم طائرته في ديسمبر الماضي قرب الرقة بسوريا. وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن مسؤولي الإمارات طرحوا تساؤلات حول قدرة فرق الإنقاذ العسكرية الأميركية على الوصول إلى الطيار حتى لو كان هناك المزيد من الوقت لإنقاذه.كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول كبير في الإدارة الأميركية قوله إن وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان سأل بربارة ليف السفيرة الأميركية عن أسباب عدم نشر الولاياتالمتحدة إمكانيات مناسبة من أجل إنقاذ الطيارين الذين تسقط طائراتهم. ومع تعليق الإمارات مشاركتها في الحملات الجوية على تنظيم داعش، تحافظ هذه الدولة الخليجية على مكانتها في صدارة القوى المناهضة للإرهاب والعاملة على التصدي له، وهو ما جدّدت أمس التأكيد عليه من خلال إدانتها الشديدة لقتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة على لسان وزير خارجيتها الشيخ عبدالله بن زايد الذي وصف مقتل الطيار ب"الجريمة البربرية البشعة والمقززة" التي "تؤكد من جديد صواب موقف الإمارات والتحالف الدولي الواضح والحاسم في التصدي للتطرف والإرهاب بكل صوره وأشكاله ودون تردد وبأقصى قوة وحزم"، مؤكدا "أن هذه الجماعات الإرهابية ومثيلاتها ومن خلال أفعالها الشنيعة وجرائمها الوحشية تمثل وباء يجب استئصاله من قبل المجتمعات المتحضرة دون هوادة أو إبطاء"، ومضيفا "في هذه اللحظات الحزينة والمؤلمة علينا كمجتمع دولي متحضر أن نواصل حملتنا ضد الإرهاب". وتزامن نبأ تعليق الإمارات طلعات طياريها ضمن حملة التحالف الدولي، مع تصاعد الانتقادات لطريقة إدارة الحرب على التنظيم المتشدّد والتشكيك في فاعليتها، حتى من داخل الولاياتالمتحدة ذاتها. ووصف وزير الدفاع الأميركي الأسبق روبرت غيتس خطة الرئيس باراك أوباما للقضاء على تنظيم داعش بأنها غير واقعية. وقال في مقابلة مع شبكة ان بي سي إنه ربما تكون هناك ضرورة لوجود قوات برية على الأرض لتحقيق الأهداف من الحرب، معربا عن اعتقاده بأن الغارات الجوية الموجهة ضد داعش تمكنت من احتواء التنظيم الإرهابي لكنها تبقى بعيدة كثيرا عن تحقيق وضع يسمح بالقضاء على عناصر داعش، ومؤكدا أن إلحاق الهزيمة بالتنظيم هدف لا يمكن تحقيقه دون وجود قوات خاصة على الأرض لدعم الضربات الجوية. وقالت مصادر إن وزير الدفاع الأميركي الحالي قد قدم استقالته من إدارة أوباما بعد أن أكد في أكثر من مناسبة أنه يتحفظ تماما على كيفية إدارة الحملة العسكرية ضد داعش وعلى طريقة أوباما في التعامل والتعاون مع إيران والتي تبدو بصدد الاستفادة بشكل واضح من الحرب على التنظيم المتشدد سواء في سوريا وذلك بصرف الأنظار عن حليفها بشار الأسد وجعل الأولوية هناك في الحرب على داعش، أو في العراق حيث تتحوّل الحرب بشكل واضح إلى ما يشبه الاحتلال الإيراني للبلد بيد الميليشيات التابعة لها، وحتى بتدخّلها المباشر عن طريق ضباطها وخبرائها العسكريين الذين تتواتر التأكيدات بشأن دورهم الكبير في تخطيط الحرب وفي قيادة ميليشيات الحشد الشعبي. 1