عيد الأضحى صبيا (في ايام الستينات والسبعينات الهجرية) تزخر منطقة جازان بالكثير من العادات والتقاليد الشعبية الجميلة التي تبرز كثيراً في المناسبات الاجتماعية والمواسم السنوية مثل الأعياد والحج ويعتبر موسم الحج من المواسم الكبيرة والرائعة التي ينتظرها الناس بفارغ الصبر حيث تجرى الاستعدادات لهذا الموسم منذ وقت مبكر وتحتفي به كافة مدن ومحافظات منطقة جازان وسوف نركز من خلال الخزامى الشعبية على عادات وتقاليد النساء في محافظة صبيا التي تعتبر أكبر محافظات منطقة جازان . والتطرق إلى الأهازيج الشعبية النسائية التي يرددها النساء في موسم الحج وعند وداع اقاربهن من الحجاج وكذا استقبالهم بعد انتهاء موسم الحج ومن تلك العادات والتقاليد النسائية تجميل القعادة، وحناء الحاج، وتزيين المنازل وتبخيرها وتعطيرها وكذا حيث يبدأ الحجاج في تجهيز رواحلهم من الجمال حيث لم تكن المواصلات الحديثة متوفرة في ذلك الوقت ويزود الحاج نفسه بمؤنة السفر من الريالات الفرنسية وهي عبارة عن نقود فضية وذلك بعد ان يختار الرفقة الصالحة الطيبة التي تعينه على أداء مناسك الحج بكل يسر وسهولة، وإذا ما حان موعد توديع الحاج من قبل أهله من النساء وزوجته وأخواته فإنهم يقيمون له حفلاً وداعية بهذه المناسبة يقال له وداع الحاج حيث يتم وضع الحناء على قدمه وذقنه ويجلسونه على قعادة خشبية بعد طلائها بالبويا الحمراء والسوداء ويرددون الأهازيج الجميلة لتوديعه ومنها هذه الأهزوجة وقولهم: يوم تجبيل القعادة كانت أيام السعادة والجميع في سرور وعادة تجبيل القعادة أي تجديد حبالها المصنوعة من الخصف وطيف النخل والدوم لا تتم الا في مثل هذا الموسم ويقوم بهذه العملية شخص متخصص في النجارة وتجميل القعايد، ثم تنطلق بعد ذلك الزغاريد والأهازيج الشعبية وأهازيج الأطفال الصغار ومنها هذه الأهزوجة:يا حاج حج مكة ** وجب لنا معك ضبراني ** يا حاج حج مكة***وجب لنا معاك زعفراني. مناسك الحج يستعد الحجاج للعودة بعد أن يملأون جرابهم بكل ما لذ وطاب من الهدايا والمكسرات والحلويات والبهارات التي يجلبها حجاج الهند واليمن لبيعها في المشاعر المقدسة وتستمر رحلة العودة شهراً كاملاً أو يزيد حيث يحثون الخُطى للوصول سريعاً إلى ديارهم وأهلهم بكل شوق ومحبة وعند قرب الوصول يرسل الحجاج شخصاً يسمى"النَّجاب" أو المبشر يقوم باخبار ذوي الحجاج ويبشرهم بقرب قدوم حجاجهم من أرض الحجاز والمشاعر المقدسة سالمين غانمين ويحصل الشخص النجاب أو المبشر على هدية مبلغ من المال أو الطعام أو نقود من الفضة كمكافأة له على هذا الخبر السار . ثم تنطلق بعد ذلك زغاريد الفرح في منازل الحجاج وتضرب الدفوف وتردد الأهازيج الشعبية الجميلة فرحاً بعودة الحجاج بعد ان من الله عليهم باداء نسكهم ثم تقوم النساء بتجهيز قعادة الحاج الجديدة التي لا يجلس عليها أحد غيره حيث تغطى بالشوك ولا ينزع عنها حتى يحضر الحاج بنفسه ليكون أول شخص يجلس عليها بعد فرشها بفراش من القطن ووسادات مزركشة من الليف ومساند ملونة ثم تمد موائد الطعام الشعبي من الحنيز والمفش والخمير والمرسة البلدي وقهوة القشر المطوة بالزعفران ويتواصل الفرح بقدوم الحاج أياماً عديدة يبتهج فيها الجميع ويسعد الكل ويعم الفرح كافة أهالي القرية. 2