فيما اعتبرته وسائل الإعلام التركية اليوم الاثنين إساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال وزير الداخلية التركي أفكان آلا موجها حديثه إلى شباب حزب العدالة والتنمية الحاكم إن "النبي أصابه الغرور عند فتح مكة وإن الله حذره، ونحن سنعيد فتح مكة من جديد". ودعا الوزير خلال حفل سحور نظّمه شباب حزب العدالة والتنمية الحاكم في حي" أيوب" بوسط إسطنبول، المشاركين في السحور إلى عدم التردد في انتقاد أي أحد بشكل حاد، مؤكدًا أن شباب الحزب عليهم أن يفخروا بالنجاحات التي يحققها الحزب في الانتخابات، قائلا إن النبي صلى الله عليه وسلم تملّكته حالة من الفخر والغرور عندما فتح مكة، وأن الله حذّره من ذلك، على حد زعمه. وأضاف وزير الداخلية التركي: "لقد عدنا نحن أيضًا لفتح مكة ليدخل الناس في الإسلام أفواجًا، فنحن ممثلو هذه الحضارة وهذا المعتقد، ومن الطبيعي أن يفخر الإنسان بأي إنجاز يحققه، لكن تجد الله ينبهك ويدعوك لاستغفاره، كما جاء في سورة النصر: "فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا" ،ولهذا السبب فنحن لا ننسب شيئًا لأنفسنا، ولا نقول إننا من ألغى الحظر على الحجاب، بل نقول إن الله هو الذي فعل هذا، كما أدخل القرآن الكريم إلى كل مكان بما في ذلك المدارس العسكرية، وليس نحن، ليختبرنا ماذا سنفعل، على حد تعبيره". من جهته، انتقد الدكتور أرجون تشابان، الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسلامية، تصريحات وزير الداخلية حول النبي صلى الله عليه وسلم، مشيرًا إلى أن التعليق على تصرفات النبي صلى الله عليه وسلم ومحاولة تفسيرها في إطار المشاعر النفسية كالغرور، يعد نوعا من الغفلة. وأضاف تشابان أن وزير الداخلية فسّر الآية القرآنية التي استند إليها في تحليل وجهة نظره بشكل خاطئ، لافتا إلى أن قوله إن النبي عليه الصلاة والسلام سيطرت عليه حالة من الغرور لدى فتح مكة يعني عدم معرفته بصحيح الدين، ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم، دخل مكة وهو متواضع مطأطئ الرأس، حتى أن بعض الكفار أسلموا لما رأوا تواضعه رغم النصر. وتابع: "كما أن الآية التي نزلت عقب فتح مكة في سورة" النصر" لم تكن موجَّهة للرسول صلى الله عليه وسلم، بل كانت موجَّهة لأمته، ولا تحمل أي تحذير للنبي، كما أشار السيد وزير الداخلية". 1