قال رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البرزاني، لوزير الخارجية الأميركي، جون كيري، في أربيل، اليوم الثلاثاء، أن الهجوم الواسع الذي يشنه مسلحون معارضون في شمال وغرب وشرق البلاد خلق "واقعًا جديداً وعراقًا جديداً".وقال البرزاني في بداية اجتماعه مع كيري إن العراقيين يواجهون حقيقة جديدة. وفي وقت سابق ألقى باللوم على "السياسات الخاطئة" لرئيس الوزراء نوري المالكي وحمله مسؤولية ما يشهده العراق من أعمال عنف وطالبه بالاستقالة، مضيفا أنه من الصعب جدا تصور بقاء العراق موحدا. وتهدف زيارة كيري لأربيل لحث الأكراد على الوقوف إلى جانب الحكومة. ويعتقد مسؤولون أميركيون أن اقناع الاكراد بالتمسك بالعملية السياسية في بغداد ضروري للحيلولة دون تقسيم العراق. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية للصحفيين طالبا عدم ذكر اسمه: "إذا قرر (الأكراد) الانسحاب من العملية السياسية في بغداد فإن ذلك سيعجل بكثير من التطورات السلبية". وأوضح ساسة أكراد أن الاتفاق الذي يبقي العراق دولة موحدة مهدد في الوقت الحالي. واستغل الأكراد حالة الفوضى التي عمت البلاد الشهر الحالي للتوسع وسيطروا على مكامن غنية بالنفط. وأشار عدد من المسؤولين الاكراد في أحاديث خاصة إلى أن التزامهم تجاه العراق لم يعد قائما وأنهم يتحينون الفرصة للسعي للاستقلال. وتعلق واشنطن آمالها على تشكيل حكومة عراقية جديدة تضم المزيد من الطوائف للتصدي للمسلحين. ويهدف كيري لاقناع الزعماء الاكراد بالانضمام إليها. ويجري كيري في زيارته التي لم يعلن عنها مسبقًا إلى إربيل محادثات مع المسؤولين الأكراد بعد يوم من زيارته بغداد ولقائه بعدد من المسؤولين العراقيين بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي. وكيري أول وزير خارجية أميركي يزور إقليم كردستان منذ الزيارة التي قامت بها وزيرة الخارجية السابقة كوندليزا رايس في العام 2006 حين كانت البلاد غارقة في حرب طائفية قتل فيها الآلاف. وأعلنت الولاياتالمتحدة التي سحبت قواتها من هذا البلد نهاية العام 2011 بعد ثماني سنوات من اجتياحه، إستعدادها لإرسال 300 عسكريًا بصفة مستشارين، والقيام بعمل عسكري محدود ومحدد الهدف، علما أن طائراتها تقوم بطلعات جوية في أجواء العراق. وتعهد كيري في بغداد أمس الاثنين بأن تقدم بلاده دعما "مكثفًا ومستمراً" للعراق في مواجهة "التهديد لوجوده" الذي يمثله هذا الهجوم، داعيا قادة البلاد إلى الوحدة حتى يصبح هذا الدعم "فعالا". ومنذ بدء الهجوم، تولت قوات البشمركة الكردية مسؤوليات أمنية إضافية في ظل إنسحاب الجيش العراقي من عدة مواقع في شمال العراق وشرقه، حيث بسطت خصوصًا سيطرتها على مناطق متنازع عليها مع الحكومة المركزي، على رأسها مدينة كركوك الغنية بالنفط. وكان البرزاني قد قال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" قبيل لقائه كيري: "قمنا بكل ما نستطيع القيام به على مدى الأعوام العشرة الماضية لبناء عراق ديموقراطي، إلا أن هذه التجربة وللأسف لم تنجح". وأضاف رداً على سؤال حول إمكانية أن يحاول الأكراد إعلان استقلالهم في ظل هذا الوضع أن على "شعب كردستان أن يحدد مستقبله ونحن سنلتزم بقراره". وتابع: "العراق يتهاوى على كل حال، ومن الواضح أن الحكومة الفدرالية أو المركزية فقدت السيطرة على كل شيء". 1