تشتهر جبال جازان بمنتوجاتها الزراعية التي تعتمد في أغلب زراعتها على الجهود الذاتية وعادة ما تكون اعتمادها في الري على مياه الامطار وجدير بالذكر والاشارة الى ان كل المحاصيل الزراعية التي تزخر بها جبال جازان عادة ما يطلق عليها ( العنثرية ) بسبب اعتمادها الكلي على مياه الامطار ولذا تعتبر من اجود المحاصيل التي تنتجها الزراعة بالمنطقة. في زيارة لاحد جبال محافظة الداير بني مالك بالتحديد بجبل خاشر التقت ( جازان نيوز ) برجل الاعمال المواطن سلمان حسن الخالدي أحد ملاك المزارع بجبل خاشر بمحافظة الداير ، وتحدث لنا عن نبتة الموز البلدي وثمرتها التي تكثر زراعتها في جبال بني مالك ( الداير ) قائلا من المعروف ان الموز البلدي يعد من أجود انواع الموز وافضله لدى اهالي المنطقة وكل من يعرف منذ القدم ويفوق بجودته ونوعيته المستورد وما يسمى بالهندي ولذى من المؤسف ان الموز البلدي غير معروف بالوسط العلمي والتجاري الا في حدود ضيقة وهذا الصنف من الموز معرض للاندثار لعدم الاهتمام به من قبل الجهات المعنية ودعم مزارعيه، ولذا يعتبر الموز البلدي من الاصناف المجهولة والتي لم تخضع لدراسة علمية تكشف عن مكنونه وطبيعته وكيف تأقلم مع هذه البيئة الجبلية ،وبالنسبة لقيمته الغذائية حقيقة لست متخصص للحديث عن كل ما تختزله هذه الثمرة من فوائد غذائية الا انه وحسب معرفتنا العلمية المتواضعة ان الموز يتمتع بقيمة غذائية عالية القيمة لما يحتوي عليه من العناصر المهمة والتي يحتاج اليها جسم الانسان . وجوابا عن الفرق بين الموز المستورد والبلدي تحدث قائلا لا شك أن هناك فرق كبير بين الموز المستورد والموز البلدي من حيث الشكل والطعم والرائحة فالموز البلدي او العنثري معروفا بصغر حجمه وممتلئ الحبة وله رائحة زكية بخلاف المستورد، واما نبتة الموز فتمر بمراحل اثناء زراعتها تبدأ بشتلة ثم جدلة الى ان تصبح نبتة مثمرة ويتراوح ارتفاعها من مترين الى ثلاث ونصف مترا تقريبا والجدير بالاشارة ان نبتة الموز هي النبتة الوحيدة والصديقة لشجرة البن فكما هو معروف جبال بني مالك تعد من اشهر الجبال بمنطقة جازان في زراعة البن ولذى تجد الموز متواجد في مزارع البن ولا يؤثر عليه بل بينهما صداقة وعشقا كبير فغالبا ما يستعان بشجرة البن لتثبيت نبتة الموز حينما تتحمل بثمرها وتتمايل من ثقله يتم ربطها بشجرة البن لتساعدها على الوقوف حتى يتم قطف الثمار ، وعادة ما تحمل نبتة الموز عنقود او ما يسمى بالبلدي ( قنو ) واحد يحتوي ال ( قنو ) على 13 حلقة تقريبا وكل حلقة مكونة من 8 الى 18 حبة في حدودها تقريبا ويختلف من مكان لاخر ويكون نهاية القنو ما يسمى بالقلب وهو شبيه بالقلب تقريبا تتقشر عنه طبقات من اللحاء بشكل يومي حتى يصغر ويتلاشى ويعتبر علامة على النضج والاستواء لقطفه او جنيه من النبته وعادة ما يقال ان اول حبة موز في القنو تستوي يسمونها ( بشر ) من البشارة تقريبا . واما عن اوراق الموز المعروفة بخضرتها وبسماكتها فلها استخدمات عدة كان من ابرز استخدماتها قديما عزل الجمر والرماد حينما يقومون بعمل الخبز على الحجر والجمر بالاضافة الى استخدمات منزلية كثيرة، واما عن جذع نبتة الموز فاستخدماته كثيره اشهرها للتغليف لحفظ الزهور من البعيرثان والهزاب والكادي والفل وانواع الرياحين التي تشتهر بها المنطقة عامة . واختتم حديثه بمناشدة الاهالي وحثهم على المحافظة على زراعة هذه النبتة وغيرها كونها تعد احد الاشياء الثمينة والتراثية والنادرة التي ورثوها عن اباءهم واجدادهم منذ القدم بالاضافة الى دعوة المتخصصين والباحثين لتسليط بعض بحوثهم ودراساتهم لمثل هذه النباتات المفيدة والعائدة بالنفع على المجتمع وكذلك لا انسى دور رجال مجلس الاهالي بالمحافظة والمسؤلين وكل الغيورين في رفع توصياتهم بدعم المزارعين ومزروعاتهم في محافظة الداير والمراكز التابعة لها كسائر المزارعين في مملكتنا الغالية .