وقعت مساء أمس، في العاصمة الليبية طرابلس، المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ممثلة في رئيسها الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار، والهيئة الليبية للبحث والعلوم والتكنولوجياLibyan Authority for Research, Science & Technology (LA'STAR) ممثلة في مديرها العام الدكتور نور الدين الشماخي، اتفاقية تعاون خلال فعاليات إطلاق أول حديقة للتكنولوجيا والإبتكار في ليبيا بها حاضنة أعمال تكنولوجية Technology & Innovation Parks (TIPs)، لدعم رواد الأعمال والمبتكرين والمستثمرين ورجال الصناعة والشركات الناشئة في ليبيا، دعما للاقتصاد الليبي بالابتكار والمعرفة والشركات الناشئة. مبادرة تأسيس حدائق الابتكار والتكنولوجيا قال الدكتور نور الدين الشماخي المدير العام للهيئة الليبية للبحث والعلوم والتكنولوجيا: إننا نسعي إلى توفير المناخ المحفز لعمليات نقل وتوطين التكنولوجيا في ليبيا والانتقال بالمجتمع الليبي نحو اقتصاد المعرفة، وكان ذلك من خلال إطلاق إدارة جديدة أمس، بناء على قرار وزاري من وزير التعليم العالي والبحث العلمي الليبي العام الماضي، بعد ثورة 17 فبراير 2011، على أن تعمل هذه الإدارة تحت مظلة الهيئة الليبية للبحث والعلوم والتكنولوجياLibyan Authority for Research, Science & Technology (LA'STAR) ، هذه الإدارة الجديدة تعمل على تنبي رؤية جديدة تقوم على دعم جهود بناء مجتمع واقتصاد المعرفة في ليبيا، وتحمل مسمي مبادرة تأسيس حدائق التكنولوجيا والابتكار Technology & Innovation Parks (TIPs) in Libya في ليبيا لدعم اقتصاد المعرفة. وأشاد الدكتور نور الدين الشماخي بالمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا وباتفاقية التعاون المشترك معها. موضحا أن حدائق التكنولوجيا والابتكار وكذلك حاضنة الأعمال التكنولوجية تسعى إلى تسريع عملية التطوير الناجحة لمبادري الأعمال في ليبيا، من خلال تزويدهم بطيف واسع من الخدمات الموجهة لرواد الأعمال والشركات الناشئة، وهي كذلك تعتبر عملا منظما للاستفادة من مخرجات البحث العلمي في ليبيا، لتحقيق عائد اقتصادي وتنموي للمجتمع الليبي. خبرة إماراتية كبيرة في توطين التكنولوجيا وريادة الأعمال في المنطقة العربية وقال الدكتور نور الدين الشماخي إن المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، خلال مسيرتها الريادية على مدار 14 سنة متواصلة، تمتعت بتجربة وخبرة واسعة في مجال اقتصاد المعرفة، وإطلاق حدائق التكنولوجيا والابتكار، وحاضنات الأعمال في الدول العربية، ومنها إطلاق أول حاضنة للتكنولوجيا الحيوية في المنطقة لتسويق براءات الاختراع العربية للشركات الدولية، ممثلة في "أكوفيس بايو" AccuVis Bio (ذراع ترويج منتجات البحث في مجال التكنولوجيا الحيوية للمؤسسة) بالتعاون مع جامعة أبوظبي وصندوق خليفة لتطوير المشاريع، ويوجد مقر الحاضنة حرم جامعة أبوظبيبالإمارات، بالإضافة إلى مشروع الحاضنة الافتراضية الذي أطلقته المؤسسة العربية للعلوم بالشراكة مع صندوق الأوبك للتنمية الدولية "الأوفيد"، والبنك الإسلامى للتنمية لخدمة المبتكرين ورواد الأعمال والشركات الباحثة عن حلول ابتكارية لمشاكلها الصناعية والتكنولوجية، والتكنولوجيا الأكثر فاعلية لخلق فرص العمل وتسويق التكنولوجيات الجديدة وتنمية الاقتصاديات المحلية فى الدول العربية. بللورة وتطوير دور ونظام حدائق التكنولوجيا والابتكار أضاف الدكتور نور الدين الشماخي المدير العام للهيئة الليبية للبحث والعلوم والتكنولوجيا: أن إدارة حدائق التكنولوجيا والابتكار في ليبيا قامت بتنظيم ورشة عمل يوم 23 مارس الجاري، في المركز الليبي للدراسات التاريخية في مدينة طرابلس. هدفت ورشة العمل التدريبية إلى تجميع عدد من الخبراء الدوليين والإقليميين وصناع السياسات المعنية بالتكنولوجيا في ليبيا للتعريف وتطوير نظام حدائق التكنولوجيا والابتكار. كما ناقشت ورشة العمل الفرص والتحديات في الدولة الليبية الحديثة أمام تأسيس هذه الحدائق التكنولوجية في ليبيا، وكيفية تحويل تلك التحديات الى فرص تنهض بالاقتصاد الليبي المعتمد أساسا على النفط، كرسالة قوية بشأن أهمية بللورة جهود بناء اقتصاد المعرفة عبر الابتكار ورواد الأعمال والشركات الناشئة. اقتصاد "ناشئ" متعطش للانطلاق بالابتكار والمعرفة في سياق متصل، قال الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار، رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا (مقرها الشارقة، وتشرف بأن رئيسها الفخري صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، رعاه الله، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة)، إن إصرار الأشقاء في ليبيا، وإرادتهم الجادة والصادقة بعد سلسلة من الاجتماعات والزيارات المتبادلة كللت بتوقيع هذه الاتفاقية. موضحا أن مشروع حدائق التكنولوجيا والابتكار، وبها حاضنة الأعمال التكنولوجية سيعمل بشكل أساس مع الباحثين الليبيين لتعميق مفهوم البحث لأغراض التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ويقوم على دعم فئات رواد الأعمال والمبتكرين والمستثمرين ورجال الصناعة والشركات فى ليبيا. موضحا أن الحاضنة ستسهم مع جهود أخرى خاصة بحدائق التكنولوجيا والابتكار لدعم الاقتصاد الليبي، بالابتكار والمعرفة، خاصة وأنه اقتصاد "ناشئ" معتمد بما يزيد على 80% على النفط ومتعطش للانطلاق بعد ثورة 17 فبراير 2011. وستتنوع الخدمات التي تقدمها الحاضنة لرواد الأعمال تحت مظلة مشروع حدائق التكنولوجيا والابتكار في ليبيا. كما أنه سيتم ربط المبتكرين والمخترعين بالمستثمرين ورجال الصناعة وأصحاب الشركات، فضلا عن الدعم الفني والنوعي لمواجهة المشاكل الفنية والصناعية والتكنولوجية لتمكين الباحثين والرياديين من تحويل أفكارهم الى منتجات حقيقية من أجل الوصول إلى حلول تنافسية للتحديات الاقتصادية تقوم على الابتكار. نموذج محلي للابتكار وتجربة وطنية تقوم على جهود أبنائها المبدعين أشار الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار إلى أن الأشقاء في ليبيا تعرفوا علي نموذج الإمارات في اقتصاد المعرفة، واهتموا بالتعاون مع الخبرات الإماراتية والعربية التي تملكها المؤسسة في مجال التكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال، بعد زيارتهم الأخيرة للإمارات بداية مارس الجاري، لمؤسسات عدة في الدولة منها المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، ولجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا، والهيئة الوطنية للبحث العلمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالإمارات. موضحا أن هذه الزيارة، هي السادسة بعد سلسلة زيارات متبادلة بين الجانبين، اتخذوا بناء عليها قرار توقيع اتفاقية التعاون، بعد الدراسة عن قرب لأبعاد النموذج المحلي للابتكار والتجربة الإماراتية للتنمية الشاملة المستدامة، في مختلف المجالات، والتي تقوم على جهود أبنائها المبدعين، عبر تحفيز الإبداع في قطاع العلوم والتكنولوجيا والابتكار وتطوير ثقافة الابتكار برعاية كريمة وتوجيهات حكيمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله ورعاه، وأخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حفظهم الله. آلية فعالية لدعم الاقتصاد الوطني والاستقرار المجتمعي شدد الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار على أن حدائق التكنولوجيا والابتكار وحاضنة الأعمال التكنولوجية، هى نوع جديد من وسائل دعم الاقتصاد العربي وربط المعرفة بالصناعة والاقتصاد، مؤكدأ أن خدمات الحدائق والواحات والحاضنات التكنولوجية يجب أن لا تنحصر في الخدمات العقارية، وإنما تنتقل نحو ممارسة دور فاعل في نقل المعرفة وامتلاكها وتأسيس الأعمال والشركات الناشئة، وذلك لأنه هو السبيل الوحيد لأن تسهم في اقتصاد الوطن وخلق فرص العمل والحفاظ على السلام الاجتماعى، وتسويق التكنولوجيات الجديدة، وتنمية الاقتصاديات المحلية. مضيفا أنها تمثل كذلك آلية عملية وفعالة لدعم عجلة الاقتصادي الوطني فى دول المنطقة خاصة وأن العالم المتقدم به أكثر من 1000 حاضنة، تعتبر مصدرا لنمو الأفكار والتكنولوجيا الحديثة، وهي تعتبر الاستثمار الأمثل لطاقات الشباب بصورة إيجابية عبر التفكير الحر، والبحث عن أفضل الطرق لاستثمار الأفكار الابتكارية، وتحويلها لأعمال واستثمارات حقيقية، تخدم المجتمع والاقتصاد.