أعلنت إيران عن فشل مفاوضات جنيف بين مجموعة 5+1 مع إيران في التوصل لاتفاق على نقاط خلاف بين إيران , والدول الست . حيث انتهى الاجتماع قبل قليل , غادر وزراء خارجية الدول الاجتماع , فيما عقدت محادثات بين وزير الخارجية الإيراني وكاترين آشتون مفوضة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي. وكان الاجتماع الموسع بين ايران والقوى العظمى (5+1) حول البرنامج النووي الإيراني انتهى بعد اقل من عشر دقائق على بدئه، في مؤشر جديد على الصعوبات التي تعترض التوصل إلى اتفاق بين الطرفين والتي تهدد بنسف المفاوضات من اصلها. واعتبر الوفد الايراني في محادثات جنيف بشان برنامج طهران النووي ان "الثقة اصبحت مفقودة" وطالب بتوضيحات بشأن "المسار التفاوضي" قبل البدء في مناقشة مشروع اتفاق. والاربعاء، بدأت في مقر الاممالمتحدة في جنيف الجولة الثالثة من المفاوضات بين ايران ومجموعة الولاياتالمتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا والمانيا) حول الملف النووي الايراني، واستبقت هذه الجولة بتصريحات نارية للمرشد الإيراني الاعلى آية الله علي خامنئي حض فيها الوفد الإيراني المفاوض على عدم التخطي ما أسماها بالخطوط الحمراء حول حق بلاده في الاحتفاظ بقدرات نووية. وقال رئيس وفد المفاوضين الإيرانيين عباس عرقجي قوله قبل بدء الاجتماع "سنبدأ بعد ظهر الاربعاء المباحثات بشأن المسار التفاوضي، وإذا حصلنا على نتيجة مرضية فإن المفاوضات ستبدا على الارجح الخميس بشأن النص (...) يجب استعادة الثقة المفقودة". واجتماع الاربعاء وهو الثاني في هذا الشهر، والذي لم يبق منه إلا يوم الخميس بعد ان مر الوم الأول منه دون توصل لنتائج ايجابية تذكر، ستتوقف على نتائجه طبيعة العلاقة المستقبلية بين الغرب وايران. وأخفقت الجولة الأولى في ابرام اتفاق مبدئي وهو ما عزاه دبلوماسيون إلى تمسك ايران بحقها في تخصيب اليورانيوم ومخاوف فرنسا إزاء مفاعل ايراني يعمل بالماء الثقيل. وكان عرقجي يشير بذلك الى التعديلات التي ادخلت على نص الاتفاق بناء على طلب فرنسا في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر. وانتهى الاجتماع يومها من دون التوصل الى اتفاق. وقال وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف بعد لقاء مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون "اجرينا مباحثات جيدة لمعرفة كيف يمكننا الاستمرار في العملية التفاوضية. لم نبدا بعد في مناقشة نص الاتفاق". وكانت ايران طلبت تخصيص الاجتماع للإيضاحات حول عملية التفاوض قبل البدء بدرس مشروع الاتفاق نفسه، معتبرة ان "الثقة فقدت" خلال الجولة السابقة من المفاوضات. وفي باريس رد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على الموقف الإيراني الذي أدى الى تعليق مفاوضات الاربعاء بمطالبة "ايران بتقديم ردود وليس استفزازات" في ما يتعلق ببرنامجها النووي. وقال هولاند في مؤتمر صحافي في روما مع اختتام القمة الفرنسية-الايطالية ان اقتراحات (المرشد الاعلى علي) خامنئي لا يمكن ان تسلك منحى التهدئة والتفهم. وفي وقت سابق، قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي الأربعاء إن بلاده لن تتراجع "قيد أنملة" عن حقوقها النووية وإن هناك حدودا لن يتخطاها فريق المفاوضات الإيراني في المحادثات بشأن برنامج طهران النووي. وقبل اجتماع مفاوضي القوى الكبرى وايران اليوم في جنيف للمرة الثالثة في خلال خمسة اسابيع، اعلن خامنئي في خطاب بثه التلفزيون مباشرة "اشدد على ترسيخ حقوق ايران النووية". وطلب من المفاوضين الايرانيين الالتزام ب"الخطوط الحمر" بشأن البرنامج النووي وهي خصوصا تخصيب اليورانيوم على الارض الإيرانية ورفض اغلاق موقع فوردو للتخصيب تحت الارض. وقال خامنئي في كلمة ألقاها أمام عشرات الآلاف من المتطوعين في ميليشيا الباسيج في طهران وبثها تلفزيون الايراني على الهواء مصحوبة بترجمة إلى الانكليزية "نؤكد اننا لن نتراجع قيد أنملة عن حقوقنا." لكنه أردف "لا نتدخل في تفاصيل هذه المحادثات.. هناك خطوط حمراء وحدود معينة يجب مراعاتها.. وجهت اليهم تعليمات للالتزام بهذه الحدود.. يجب ألا يخافوا مما يقول الأعداء." وفي اشارة محتملة إلى العقوبات التي تفرضها الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على ايران بسبب أنشطتها النووية، قال خامنئي "ينوون تعزيز الضغوط على ايران.. الإيرانيون لن يرضخوا لأحد بسبب الضغوط." وهتف أفراد الباسيج "الموت لأميركا" مرددين أحد الهتافات الرئيسية في مثل هذه التجمعات. وانتقد خامنئي فرنسا.. وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أكد لاسرائيل يوم الأحد أن فرنسا ستواصل معارضة تخفيف العقوبات الاقتصادية على ايران حتى تقتنع بتخلي طهران عن السعى لامتلاك أسلحة نووية. وقال خامنئي إن المسؤولين الفرنسيين "لا يرضخون للولايات المتحدة وحسب وإنما يركعون امام النظام الإسرائيلي." وفي خطابه اكد خامنئي ايضا ان "اسس النظام الصهيوني ضعفت كثيرا وهو ايل الى الزوال". ونددت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية الاربعاء بتصريحات المرشد الايراني الاعلى وقوله ان اسرائيل "ايلة الى الزوال". وقالت نجاة فالو بلقاسم اثر جلسة لمجلس الوزراء تراسها الرئيس فرنسوا هولاند ان "تصريحات (علي) خامنئي مرفوضة وتعقد المفاوضات". وقال مسؤول كبير بالادارة الامريكية الاربعاء انه سيكون من "الصعب جدا" إن لم يكن مستحيلا التوصل لاتفاق نووي مبدئي مع ايران في المحادثات الجارية في جنيف هذا الاسبوع. وقال المسؤول للصحفيين بعد استئناف المحادثات بين ست قوى عالمية وايران في المدينة السويسرية "اعتقد اننا يمكن (ان نحصل على اتفاق) وسيكون علينا أن نرى إن كان هذا سيحدث لأنه صعب.. إنه صعب جدا". وقال المسؤول ايضا ان الغالبية العظمى من العقوبات المفروضة على ايران ستبقى نافذة بعد اي اتفاق اولي لوضع حدود لبرنامجها النووي المثير للخلاف وان واشنطن ستنفذها "بقوة". ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين فرنسيين حيرتهم من السياسة الإيرانية التي تعمل باتجاهات مختلفة , متباينة , قائلاً : لا ندري أن إيران لديه سياسة ثابتة يمكن البناء عليها أو عملية تبادل أدوار . من جانبه الكونجرس الأميركي يبحث فرض عقوبات جديدة على إيران , في إشارة تتوافق مع ما أعلنته طهران من فشل اجتماعات جنيف الخاصة بملفها النووي . وأوضحت مصادر أن الحديث عن فشل أو التوصل لاتفاق لا زال بحاجة لما يصدر عن وزراء الخارجية بعد عودتهم إلى بلدانهم , وترجح المصادر إمكانية عقد جولة أخرى وقد تكون الأخيرة للتوصل لا تفاق.