أخذت وزارارة الداخلية المقدونية الخبر الذي أذاعته صوت روسيا بشأن وجود معسكرات تدريب على العمليات الإستشهادية في البلقان على محمل الجد . وهي تدقق الآن في كل ما جاء فيه باعتباره خبراً أمنياً واستخبارياً . تحليل أمني قبل عقدين من الزمن نشرت مقالة بعنوان ( صربيا وإسرائيل الكبريتان) . ومنذ تفتيت حلف وارسو وتفكيك الإتحاد السوفييتي على أيدي المجاهدين بزعامة الشيخ الدكتور الشهيد عبدالله عزام رحمه الله أفصح لي ميروسلاف دودين ( محلل أمني مقدوني بارز من أصل روسي ) أن الإسلاميين يستعدون لقيادة العالم . وقبل عدة سنوات قامت الإستخبارات الروسية بإبلاغ نظيرتيها الصربية والإسرائيلية بأن شبكة جهادية تم بنائها في البلقان وعلى الأغلب في ألبانيا وجمهوريات يوغوسلافيا المفككة إستعداداً لشن هجمات إرهابية . ولذا , فلا بد من إنهاء الخلاف النصيري - الصهيوني وصربيا الصهيونية حليفة للنصيري بشار وعليها لعب دور التوفيق بين الطرفين . وكشفت أوساط روسية عن أن سعيد أمير موسى آيزي المقرب من طالبان والقاعدة يشرف على خلايا هذه الشبكة التي ستضم لوناً أوروبياً أبيضاً قادراً على التمويه على الأجهزة الأمنية الغربية ومراكز الشرطة . وهو ما يتطابق مع ما صرح به - بحسب وكالات بلقانية - الدكتور أيمن الظواهري الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة حينما تعهد بالإنطلاق من البلقان وضرب وسط وغرب أوروبا . وللتذكير فإن أفغيدور ليبرمان وزير الخارجية الصهيوني قبل ثلاث سنوات وأثناء زيارته لمقدونيا حذر من الغفلة عن مخطط الجهاديين الإسلاميين لإقامة شبكة عالمية سيكون البلقان ضمن مناطق عملياتها لأهميته الإستراتيجية . وقبله بسنة , أدلى الرئيس الصربي بوريس تاديتش بتصريح مدهش عندما قال : ( هناك معسكرات تدريب في مقدونيا لإعداد المجاهدين وتدريبهم ) , رافضاً ما كان يعتبره عبد اللقيم آدم نائب رئيس الوزراء وجواد بوتشِة نائب وزير الداخلية إنه مجرد تكهنات . وتغيرت صورة الإقليم رغم التغيير الذي يشهده غرب البلقان في صورته , إلا أن مقدونيا هادئة ومستقرة بحسب غوردانا يانكولوفسكا وزيرة الداخلية مشيرة إلى أن الدوائر المعنية تقوم بواجبها على أكمل وجه كما وتراقب الأجهزة الأمنية الوضع عن كثب . وهي بذلك أكدت ما قالته يوم السبت الماضي . خبرة في احتواء المشكلة ومعالجتها . بافلِة ترايانوف ( ألنائب الحالي ووزير الداخلية المقدوني السابق ) , إعتبر الرواية الروسية غير صحيحة ولا تملك أدلة على وجود معسكرات تدريب في بلادنا . واستبعد ترايانوف الرواية الروسية واصفاً إياها بالمغرضة وأن ورائها ما تخفيه . فأجهزة أمن دول البلقان يقظة ولا ينقصها معلومات خارجية لا تعي أوضاعها . وقال بأن الأجهزة الأمنية المقدونية أكفأ في التعامل مع أية مستجدات أمنية . وأضاف بأن بريطانيا وفرنسا وألمانيا تتعامل مع قضايا الإرهاب ولسنا أقل من هذه البلدان جدارة , لا أتحدث عن مقدونيا فقط بل وعن كل دول المنطقة . لا أدلة على وجود معسكرات تدريب الأستاذ الجامعي في سراييفو فلادو أزينوفيتش نفى وجود أدلة على وجود معسكرات تدريب . وقال أزينوفيتش صحيح أنني لا أستطيع الحديث عن كل البلقان لكننا في البوسنة متأكدون من عدم وجود معسكرات تدريب , وما نعرفه هو أن مواطنين بوسنيين ( بوشناق ) يذهبون للقتال إلى جانب الشعب السوري ويتلقون تدريبهم في تركيا وعلى الحدود مع دمشق . ولكننا نعلم أن أماكن تعليمية وثقافية تعمل وبشكل محدود على التحريض على الجهاد . وأيده زميله ستويان كوزيسكة الذي رأى في التحليل الروسي مأرباً لروسيا وطالب بعدم الإستماع لمثل هكذا تحليلات لأن الهدف منها هو نثر بلبلة في الصفوف . روسيا وإسرائيل مصدر واحد ألخبير الأمني والأستاذ الجامعي المقدوني ستويان سلافيسكي يرى أن مصدراً واحداً يقف خلف ما بثه صوت روسيا , وهو ما لا يمكن الأخذ به دون توفر مصادر أخرى . المصدر الوحيد ألأكثر جبناً ويرى المحلل السياسي ديميتار كاتشوركوف أن التحليل الغير مدعوم بدلائل وقرائن وإثباتات إنما يدل على جبن صاحبه مما سيحدث . فالأنظمة العربية التي أخذت تتهلهل وتترنح أرعبت الأحداث فيها إسرائيل ولأن الربيع العربي أفصح عن إسلاميته فقد أرعب موسكو . صحيحٌ أن الجميع مذعور لكن إسرائيل وروسيا الأكثر ذعرا .