على مدى خمسة مواسم ظلت قرية جازان التراثية تحتضن المهرجان الشتوي «جازان الفل مشتى الكل» الذي ينطلق مع دخول فصل الشتاء في كل عام، وتعتبر قرية جازان التراثية معلمًا حضاريًا وبوابة سياحية تراثية لزوار منطقة جازان، حيث يبدو في القرية التراثية ماضي المنطقة ماثلاً للعيان في صور حية وأنماط ترمز للتنوع الثقافي والحضاري تبعا لبيئة المنطقة وتضاريسها. وجاءت فكرة القرية التراثية عبر إطلاق مهرجان جازان الشتوي الأول حين تم تقديم تراث المنطقة وآثارها التقليدية في المهرجان الوليد الذي حقق نجاحات باهرة في العام 1429ه، وقد وجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان آنذاك بإنشاء مقر دائم للقرية التراثية بجازان، حيث شرعت الجهات المعنية في إنشاء القرية في موقع متميز بالكورنيش الجنوبي في جازان على مساحة 7 آلاف متر مربع، تجمع في داخلها كل ثقافات وتاريخ وتراث وأفكار وحضارات وحتى جبال وهضاب مدن ومحافظات جازان وأصبحت مقرا دائما لمهرجان جازان الشتوي. ومع اقتراب الموسم الخامس لمهرجان «جازان الفل.. مشتى الكل» في الخامس من ربيع الأول تبدو القرية على أهبة الاستعداد لاستقبال واستقطاب الزوار والسياح والمشاركين عبر طابعها التقليدي الذي تفوح منه رائحة الماضي طينًا وتنبعث منه عراقة التاريخ أصالة. وتعد القرية التراثية بجازان وهي تستعد لاستقبال الزوار بوابة نحو تاريخ منطقة جازان وتدوين حقيقي لحقبة غابرة لإنسان المنطقة القديم الذي طوع موارد البيئة الطبيعية منذ قديم الزمن فتحولت بيوتا وأواني وأثاث بل تحولت عملا وجهدا وحياة فغدت حضارة ماثلة يتباهى بها إنسان الحاضر ويعمل على التواصل معها عبر القرية التراثية ليربط بين أجيال الماضي وأجيال الحاضر أملا في مزيد من العمل والجهد والحياة لغد أكثر تطورا ورقيا. ويقف على مدخل القرية التراثية بجازان البيت الجبلي بشموخه المعهود وصلابته التي قهرت عوامل التعرية الطبيعية بمكوناته الصخرية التي نبعت من بيئة الجبال التي صقلت مهارات قاطنيها ليبدعوا تلك المساكن التي تفرد في بنائها إنسان الجبل وحارت في هندستها أقسام الهندسة في الجامعات. وتميزت منطقة جازان بقسمها الجبلي وتفننت في بناء ذلك النوع من المساكن الحجرية التي ما زالت شاهدًا على ذلك الإبداع منذ عشرات السنين ، ويجذب البيت الجبلي العديد من الزائرين والذين تجذبهم المعروضات الأثرية والمقتنيات المنزلية التي أحالت المنزل الجبلي إلى مركز تراثي يعرض الأدوات المستخدمة في الزراعة والطبخ ومختلف شؤون الحياة اليومية. فيما احتل البيت الفرساني موقعا مميزا وسط جزيرة بحرية أضيفت عليه لونا من الجمال الساحر للزوار داخل القرية حيث تزاحم الزوار على الموقع لمشاهدة التراث الجميل. وتقدم القرية التراثيه في كل موسم للزوار إضافة جديدة فهي تقدم صورة ونموذجًا حيًا وواقعيًا لبيئة جازان وطريقة تعايش ابنائها وقد حققت قرية جازان اقبالًا كبيرًا للزوار خلال الاعوام الماضية من اجل الاستمتاع بالتراث والجلوس والتعايش مع المطبخ البيئي لمنطقة جازان الذي يدخله الناس ويشعرون بالراحة النفسية فيه وكذلك الاستمتاع بالتراث بعد ان خصصتم واقعًا للتسوق وضعت في اماكن مناسبة كما ان من يرغب بمشاهدة الجانب التراثي يجد خصوصية ايضا في المشاهدة والتعلم والاستمتاع. وأوضح المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار المهندس رستم الكبيسي أن القرية التراثية صممت من أجل جذب السُياح إلى منطقة جازان، وتعريف الزوار بالمنطقة من البيئة الجبلية والتهامية والبحرية، ولجميع البيئات والعادات والتقاليد في مكان واحد، مشيرًا إلى أن كل بيئة مصممة حسب البيئة المعروفة بالطراز والألوان الجيزانية من ثقافات وأنماط كل بيئة ، وقال هناك اهتمام من قبل أهالي البيئات الجبلية والتهامية والساحلية ، حيث أهدوا معروضات من تراث بيئاتهم ، ليعرفوا عن منطقتهم للزوار. لافتًا غلى أن قرية جازان التراثية قد حصلت على جائزة أفضل موقع جذب سياحي بالمملكة بين 600 مشارك في جائزة التمييز السياحي التي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار.