تحت عنوان "تمكين التجارة الوطنية بمعايير التنافسية العالمية" مازن بترجي : التستر التجاري ظاهرة خلقت وضعاً تنافسياً غير متكافئ نشوى طاهر: التنسيق بين الجهات الحكومية المختلفة أساس جوهري في تمكين التجارة الوطنية وانجاحها تنطلق في العشرين من ابريل المقبل (الجاري) وعلى مدى ثلاثة أيام فعاليات منتدى جدة التجاري 2013 في نسخته الثالثة برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، وافتتاح صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد, وبتنظيم الغرفة التجارية الصناعية بجدة، ممثلة في اللجنة التجارية الإستراتيجية، وبدعم من وزارة التجارة والصناعة كشريك إستراتيجي، وبالتعاون مع كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز كشريك معرفي. ويستضيف المنتدى الذي يأتي بعنوان "تمكين التجارة الوطنية بمعايير التنافسية العالمية" على مدى خمس جلسات، نخبة من المتحدثين ليناقشوا عددا من المواضيع الهامة التي تتركز حول التستر التجاري وآثاره وسبل معالجته متمثلاً في الكرسي العلمي لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بجامعة الملك عبد العزيز، إلى جانب سياسات التوطين وفجوة المهارات في سوق العمل، فضلا عن الوساطة كحل بديل للمنازعات، إضافة إلى تنافسية الموانئ السعودية ولوجستيات النقل، ثم التنافسية العادلة في ظل تنامي الممارسات الضارة بالاقتصاد والتجارة السعودية والخليجية. مازن بترجي نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة قدم خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بقاعة الفضل بالغرفة التجارية الصناعية بجدة شكره للأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة لرعايته الكريمة لهذا المنتدى والمنتديات المثيلة التي تبادر بها غرفة جدة، مقدرا متابعة سموه الدائمة ومواكبة التطورات لتوجهات خادم الحرمين الشريفين بناء على الاتفاقيات الدولية مع المملكة العربية السعودية . وأكد أن تناول المنتدى في عامه الثالث لقضايا التستر التجاري يعد تأكيدا لمخرجات كرسي الأمير مشعل بن ماجد للتستر التجاري الذي يمكن أن يخرج بحلول مثالية بالتعاون مع الشركاء لمحاربة هذه الظاهرة التي أصبحت من الظواهر التي تشكل مصدر قلق كبير لقطاع كبير من المواطنين وتشكل ضغطاً اقتصادياً عليهم وخلقت وضعاً تنافسياً غير متكافئ . ولفت رئيس غرفة جدة إلى الجهود التي قامت بها أجهزة الدولة على مختلف مستوياتها للتصدي لهذه الظاهرة، ورغم ذلك فإن الظاهرة لاتزال مستمرة، مما يستلزم تكاتف الجهود للقيام بعمل جماعي لتقليص هذه الظاهرة، والقضاء على النتائج السلبية على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والقانونية والسياسية بالمملكة العربية السعودية. من جهتها اعتبرت الأستاذة نشوى عبد الهادي طاهر رئيس اللجنة التجارية الإستراتيجية بالغرفة التجارية الصناعية جدة، رئيس منتدى جدة التجاري 2013 أن المنتدى يأتي امتداد وتكملة للمنتديات السابقة، وأردفت : وكانت انطلاقة المنتدى مابين القطاع الحكومي والقطاع الخاص ومجلس الشورى في عام 2009. وأشارت طاهر إلى أن منتدى جدة التجاري في نسخته الثانية استمر في وضع الأسس الجوهرية وذلك عن طريق التنسيق المستمر بين القطاع الخاص والقطاع العام ووضع النظرية العلمية كتطبيق عملي على أرض الواقع. وتحدثت رئيسة المنتدى عن اللحظات الأولى لتجهيز المنتدى الثالث، مبينة أنها بدأت مع فريق العمل منذ أكتوبر 2012م والمكون من اللجنة العلمية برئاسة الدكتور حسان العنقري عميد كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة الملك عبد العزيز سابقاً وعضو مجلس الشورى الحالي ، معربة عن سعادتها بهذه المناسبة التي أتاحت لها أن تكون بين كوكبة من المختصين بعلوم الاقتصاد والإدارة من أعضاء هيئة تدريس جامعة المؤسس، الذين يمثلون الشريك المعرفي للمنتدى منذ انطلاقه في 2009م، وأضافت بالقول "لقد حققنا سويا نجاحا ملموسا، وذلك يعود إلى الواقعية في اختيار المواضيع عن طريق النتائج لفرق العمل المكونة من أعضاء اللجنة التجارية والذين قاموا بوضع خبراتهم الطويلة في الحلول المقترحة للتحديات التي يواجهها التاجر ومن ثم الخروج بالتوصيات للتعاون مع الجهات المختلفة سواء قطاع خاص أو قطاع عام ووضع خطة عمل لتطبيقها بما فيه الصالح العام". من جانبه، وصف الدكتور حسام العنقري رئيس اللجنه العلميه لمنتدى جده التجاري 2013 الاستعداد المبكر للمنتدى بالمحفز لجدية العمل وتنظيم فعاليات المؤتمر بأعلى المواصفات، مبينا أن تجربتهم مع منتدى جدة التجاري كممثلين لجامعة الملك عبدالعزيز كلية الادارة والاقتصاد اعتمدت بشكل أساسي على رؤية رئيسة المنتدى، وقال "كانت هي الملهمة في وضع الأفكار من قبل اللجنة العلمية، معتمدين على رؤيتها وطموحها في الوضع التجاري في مدينة جدة بشكل خاص والمملكه بشكل عام، إضافة إلى الإحتياجات المنتظرة، وهواجس التجار بشكل عام، وبالتالي شكلت لجنة علمية من جامعة الملك عبدالعزيز بطلب من الغرفة التجارية مبنى على رغبة رئيسة المنتدى الأستاذة نشوى طاهر". لقد كانت الاستجابة لتوصيات النسختين السابقتين من المنتدى دافعا للحضور القوي للمنتدى الحالي من مسؤولين حكوميين بمستويات رفيعة كمتحدثين في المنتدى من مختلف القطاعات، إضافة إلى حضور كبار رجال الأعمال وسيدات الأعمال من مدينة جدة، ومن مناطق عديدة في المملكة بشكل عام. وعادت الأستاذة نشوى طاهر لتؤكد أن طموح وتفاؤل منتدى جدة التجاري كبير جدا، وأن التغيير المنشود سيتحقق على المدى البعيد. وبينت أن وجود المنتدى يعد بلا شك مطلوبا من ناحية عملية ليكون حجر الأساس لتغييرات وتحولات قادمة بناء على توجهات خادم الحرمين الشريفين، تكفل تحقيق الصالح العام للبيئة التجارية والبنية التحتية التي يعتمد عليها وذلك هو الهدف العام للجميع. وأوضحت طاهر أن عنوان المنتدى في عامه الثالث "تمكين التجارة الوطنية بمعايير التنافسية العالمية" جاء ليؤكد ريادة المملكة العربية السعودية في العديد من المجالات، ووصولها إلى مستوى عالمية الشؤون ذات الصلة، كتوقيعها اتفاقيات كبرى مثل اتفاقية التجارة الدولية مع دول الخليج. وينعقد منتدى جدة التجاري كل سنتين في مدينة جدة ويضم أهم مسؤولين في الدولة من قطاع حكومي وخاص وعام وتجار وسيدات أعمال ورجال أعمال، لمناقشة هموم ومشاكل التجار كفئة هامة من المجتمع السعودي ومعالجة قضاياه. وفي كل عام يتناول عدة قضايا على مدار يومين تنتهي بالخروج بالتوصيات تطرح على طاولة المسؤولين أصحاب القرار في جميع القطاعات. وبالتالي في هذا العام 2013 سيتناول في أحد أهم محاوره قضية التستر التجاري من آثاره وسبل معالجته. وأثارت ظاهرة انتشار التستر التجاري في المملكة العربية السعودية وبالذات في مدينة جده باعتبارها المركز التجاري الرئيس، جدلاً واسعاً بين جميع الأطراف المعنية بالنشاط الإقتصادي وتنظيمه ومراقبته مما تطلب قيام الأجهزة المعنية بضرورة ملاحقتها وحماية الأسواق التجارية من آثارها السيئة. وتأتي هذه الأهمية في جزئية منها لارتباط التستر التجاري باقتصاد الظل والاقتصاد الخفي أيضاً، والتي تشمل الأنشطة الاقتصادية المشروعة بالإضافة إلى الأنشطة الاقتصادية غير المشروعة. ومن الآثار السلبية الأخرى على الاقتصاد السعودي على سبيل المثال لا الحصر، تحويل معظم الأرباح الناجمة عن هذا النشاط إلى الخارج، والمنافسة غير المشروعة للمواطنين أصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وزيادة حالات الغش التجاري، والتهرب من الالتزامات التي يفرضها النظام على الأجانب عند ممارستهم للأعمال المصرح لهم القيام بها. من هنا جاءت أهمية إنشاء كرسي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز لمكافحة التستر التجاري في جامعة الملك عبد العزيز التي تنبع من الحاجة الملحة للمبادرة بدراسة القضايا والمشكلات المتعلقة بالتستر التجاري؛ كما أن الكرسي سيسهم في تحقيق بعض أهداف جامعة المؤسس الملك عبد العزيز المتمثلة في البحث العلمي وخدمة المجتمع. انطلاقاً من حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على مكافحة ظاهرة التستر التجاري ودرء مخاطره، وبذلت وزارة التجارة جهودا كبيرة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، للحد من انتشار ظاهرة التستر لما له آثار سيئة على الاقتصاد الوطني من النواحي الاقتصادية والسياسية والقانونية والاجتماعية والأمنية. ولعل دعم هذا الكرسي يعطيه مكانة متميزة ويؤكد على أهميته في القضاء على السلبيات الكبيرة التي تنتج عن التستر التجاري في مدينة جده والتي تتمثل في المنافسة غير المشروعة، ومزاحمة المواطنين في أعمالهم بصورة غير مشروعة، وزيادة معدلات البطالة للشباب السعودي وزيادة أعباء الإنفاق على المرافق الخدمية. يهدف كرسي الامير مشعل لمكافحة التستر التجاري الى شقين احداهما هدف عام: وهو إيجاد أساس علمي يمكن الإستناد إليه لإتخاذ القرارات التي تكفل معالجة قضايا التستر التجاري في محافظة جده. 1