حن بحاجة لدعم سياسي يتمثل في اعتراف بثورتنا , وحقوقي يمنحنا الصفة القانونية تعجبك في شخصيته , صراحته , ويصعب عليك استفزازه , عروبي في أعماقه , توجهت إليه لأسئله عن الغروبيين , و الذين يؤيدون النظام الطائفي في بلده سوريا , ويعطي الدلائل البيّنة , فيعرّيهم . ومنذ اعتقاله عام 1986 وهو يبشر بسقوط النظام ؛ قضى ثمان سنوات في سجن عذرا ( ألجناح رقم 2 ) لصالح الأمن السياسي نظراً لامتلاء السجون الأخرى بالسياسيين , وهو جناح معزول . وفيما كان يستقبل المهنئين بأحد الشهداء من أقربائه في الشمال الأردني , بدا واثقاً من سقوط نظام بشار وتوعّد حليفته إسرائيل فهو شريك في المشروع الصهيوني وليس تابعاً له . وهو كذلك , نظام خبيث , يتبنى الشعارات القومية بعد أن يفرغها من مضمونها لأنه طائفي بامتياز . ويذكرّك تيسير المسالمة عضو المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا بفعلة النظام المشينة عندما أقدم على ضرب كل القوميين الذين تظاهروا ضد فكّ الوحدة وطالبوا بإعادتها . ويشرح لك سلوك النظام عندما شقّ فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بعد أن طرح الوحدة السياسية معها عام 1974 وبعد عامين فقط من ذلك طرح ميثاق الوحدة مع العراق ولما يمض شهر على ذلك , حتى أرسل جيشه على الحدود معه . يسرد تلك الوقائع وغيرها ليخلص إلى نتيجة حتمية مفادها أن النظام الذي وضع بلده بأيدٍ إيرانية يتبنى الوحدة بمفهومه الإنفصالي . فلا وحدة ولا حرية ولا اشتراكية . ومن هنا , يؤكد أن النظام أوجدته الرغبة الصهيونية وبطلب من اسرائيل التي لن ينسى الشعب السوري دعمها له . ويردف بقوله وأما الفيتو الروسي فيتم باتفاق روسي أمريكي لأن سوريا مفتاحٌ لتغيير السياسات في العالم . أسّس المسالمة مع آخرين التيار الشعبي الحر في أوائل العام المنصرم بالقاهرة عندما وجدوا أن التيار العروبي مغيّباً عن التشكيلات التي سادت في صفوف الثورة السورية . ويضيف المسالمة ورأوا أن المجلس الوطني تم تشكيله وفق إرادات إقليمية وإخوانية . فقد أعلنه الإخوان من تركيا التي غادر إليها ممثلوهم من قطر التي استضافت جميع الأطراف السورية بدعوة من قطر والمفكر عزمي بشارة وتوصلوا فيها إلى إعلان مباديء عامة ( وثيقة مبادرة ) . ويوضح المسالمة أن الوفد الإخواني كان قد غادر للتشاور مع القيادة الإخوانية بشأنها , لكنهم فاجأوا الجميع بإعلان المجلس من هناك , وبأغلبية منهم . ولما تم توسيعه دخلنا فيه , والحديث للمسالمة الذي يرى في المجلس الوطني أنه قريب من قطر وأما الإئتلاف الوطني فهو أقرب للسعودية . وعن الثورة السورية يقول : أنها ذاتية الدعم , وتفتقر لدعم دولي منظم فنحن بحاجة لدعم سياسي يتمثل في اعتراف بثورتنا وحقوقي يمنحنا الصفة القانونية . ونحن نرفض التدخل الخارجي وقادرون على إسقاط النظام بأيدينا . والعالم بأسره يعي هذه الحقيقة , لكنه , يريد إنهاء سوريا كدولة وأن تنتصر المعارضة ضعيفة . ويجزم , ألنظام سيسقط , والثورة ستنتصر بلا أدنى شك . فالنظام باقٍ , لأنه يؤدي وظيفة دولية , ولأنه كذلك , فلن يكون بمقدوره الصمود في وجه الثورة . والنظام الذي يفقد صفته , يصبح سقوطه حتمياً . والتخويف من المتدينين فزّاعة , لن يستمد بقائه منها . أما ما بعد سقوطه . فستكون الثورة مفتوحة على كل الإحتمالات لأننا مغيبون عن الديموقراطية لست عقود خلت , ولم نكن لنشارك في صنع القرار السياسي . ويرى أن الشعب العربي السوري هو ضحية المؤامرة الدولية التي تُحاك لصالح النظام ويطالب الثوار بتجاوز الخلافات الموجودة وأن يتحلوا بالصبر ويقول لهم : ليس دقيقاً , أيها الثوار ما تسمعونه , فالذي يجري , كله , لصالحكم ... والمستقبل لكم . وبنهاية استماعنا إليه قدمت التهنئة بشهيد عائلته , وتمنيت الشفاء للجرحى والمصابين من أقربائه ومن أبناء الشعب السوري الذين تعجّ المشافي بهم . ولم يسمح لنا الظرف بالإستماع إليه أكثر عن ثورةٍ , لا تزال أحداثها جارية . 1