قال العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، إنه "متفائل بحذر" حيال استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما أعرب عن خشيته من وقوع السلاح الكيماوي السوري في "الأيدي الخطأ" مستبعدا سقوط النظام السوري عسكريا في وقت قريب، معربا عن خشيته من "حلول السلطوية الدينية مكان السلطوية العلمانية." وحول الوضع الأردني الداخلي قال الملك عبدالله وفقا ل(CNN) إن بلاده تحاول من خلال برامج الإصلاح التدريجي والتحول الديمقراطي النابع من الداخل "حماية التعددية وترسيخ الضوابط والرقابة التي تحكم الديمقراطية التي تعمل بشكل سليم، وتطوير ثقافة المجتمع المدني النابض بالحياة" على حد قوله. وأضاف، في مقابلة مع محررة الشؤون الدولية في مجلة لونوفيل اوبزرفاتور الفرنسية، سارة دانييل، أن الأردن "تقبّل الربيع العربي وتبناه منذ بدايته، "حيث شهد عملية إصلاح سياسي غير مسبوقة وتعديلات واسعة النطاق شملت ثلث الدستور، وإنشاء مؤسسات ديمقراطية جديدة." وحول فرص استئناف مفاوضات السلام كشف العاهل الأردني أنه "متفائل بحذر،" حيال الملف، مضيفا: "أرى بوضوح وجود فرصة للوصول إلى حل للصراع لا يمكننا أن نفوتها من جديد، وسوف تبرز هذه الفرصة ابتداء من الشهر القادم بعد الانتهاء من تسلم الرئيس أوباما لسلطاته في فترته الرئاسية الثانية، وإجراء الانتخابات الإسرائيلية." واعتبر أن من بين العوامل التي قد تساعد على ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير بالاعتراف ب"فلسطين كدولة مراقب غير عضو،" ورأى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو "يعلم ما هو المطلوب لتحريك الأمور فيما يتعلق بحل الدولتين. ولكن أقواله لا تتناسق مع أفعال الحكومة الإسرائيلية على الأرض." وحول جدية التهديدات الإسرائيلية بقصف المواقع النووية الإيرانية توقع الملك عبدالله تجددها بعد الانتخابات الإسرائيلية. ولكنه أضاف: "من خبرتي العسكرية، فلدي شكوك جادة حول جدوى السيناريوهات المتنوعة لأية حملة عسكرية إسرائيلية ضد مواقع إيران النووية." وعم فرصة سقوط النظام السوري قال: "من الناحية العسكرية، لا أرجح سقوط النظام السوري بعد، ولكن يمكن للمرء أن ينظر أيضا للأمر من زاوية اقتصادية من حيث احتياطيات البنك المركزي والقدرة على توفير المواد الغذائية ومشتقات الوقود." وقال إن الرئيس السوري، بشار الأسد "وقع رهينة لنظام لا يسمح بالتغيير." ولكن العاهل الأردني حذر من "المخاطرة" بتسليح المعارضة السورية، قائلا إنه "جرى التأكد من وجود تنظيم القاعدة في بعض المناطق في سوريا، بالإضافة إلى المجموعات الجهادية التي نراها تنشط هناك." كما عبّر عن مخاوفه من وقوع مخزونات الأسلحة الكيماوية السورية في الأيدي الخطأ، معتبرا أن اللجوء إلى هذا السلاح من أي طرف يستلزم ردا دوليا فوريا. وعن الطابع الإسلامي للكثير من الثورات العربية قال: "عندما أنظر الآن إلى المنطقة عموماً، أرى خطراً كبيراً متمثلاً في حلول السلطوية الدينية مكان السلطوية العلمانية." واعتبر أن فوز جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات بعدة دول جاء بسبب تنظيمهم وخبرتهم السياسية مضيفا: "لكن ما أخشاه هو احتمالية تقويض التعددية ومبدأ تداول السلطة عندما تفوز جماعة ما في الانتخابات، ثم تستخدم سلطتها لتغيير قوانين اللعبة." 5