البرفيسور عيس الساهي : حزبي كوسوفاوراموشا اتفقوا على تقاسم الحقائب الوزارية تحتفل بريشتينا, والبهجة تملأ صدور سكان العاصمة الكوسوفية فور إعلان محكمة لاهاي تبرئة راموش هاراديناج قائد جيش تحرير كوسوفا الأسبق ورئيس حكومة كوسوفا في الفترة من ( 3 - 12 - 2004 ولغاية 8 - 3 - 2005 ) من جميع التهم التي كانت موجهة إليه كمجرم حرب . والذي أعيدت محاكمته في آب من العام الماضي بعد تبرئته الأولى عام 2008 . فقد تحولت شوارعها إلى ساحات رقص سالت عليها دموع الفرح لراموش ومساعديه الإثنين إدريس بالاج ولاهي براهيماج . راموش الذي ولد في قرية غلوغاني بمحافظة دوتشاني الكوسوفية في الثالث من تموز عام 1968 ليغادرها مضطراً إلى سويسرا عام 1989 عقب الإحتجاجات التي اجتاحت كوسوفا الذي كان إقليماً تحت السيادة الصربية , تلك الإحتجاجات التي كانت أهم عوامل تفتيت الفيدرالية اليوغوسلافية التيتوفية المتفككة . وفي سويسرا , إنخرط , في حركة كوسوفا الشعبية . وفي عام 1996 , وصل ألبانيا , وفيها , تدرب عسكرياً ومكث فيها عاماً قبل أن يعود وبلا سرّيّة , هذه المرة , إلى كوسوفا , لينفذ مع شقيقيه داود وشكيلييزني هجمات متنوعة ومتعددة ضد الأصراب . وأصبح قائداً لجيش تحرير كوسوفا . ميدان الأم تيريزا وسط العاصمة بريشتينا , يختنق بالمحتفلين , قدموا إليه بدموعهم وألعابهم النارية . تبعهم أعضاء حزبه ( ألتحالف من أجل مستقبل كوسوفا ) . ألإحتفال لا يزال قائماً , تتخلله إطلاق عيارات نارية , أطول من احتفالات ألبانيا بالذكرى المئوية لاستقلالها يوم الثامن والعشرين من الشهر الجاري . حملوا صورته وكتبوا عليها ألرجل النظيف ورفعوا يافطات كتبوا عليها ألقائد الملتزم بما يعد . ومستشاره بيسنيك الطاهر وعضو المكتب السياسي في حزبه يؤكد أن عودة راموش هاراديناج للحياة السياسية قريبة جداً وسيكون في أرفع المناصب . فالتهم التي كانت موجهة إليه , تتعلق , في الفترة الواقعة بين الأول من آذار عام 1998 وحتى الثلاثين من أيلول عام 1998 عندما كان زعيماً لمنطقة العمليات كوسوفا ودوكاتشين وهو الإسم الذي من أجله قدم الألبان تضحيات جسيمة في مواجهة أعدائهم الصرب الذين يطلقون عليه كوسوفو وميتوهيا . أنصار الحزب الراديكالي الصربي , وبموازاة ذلك , وفي ذات الوقت , تجمهروا أمام مقر الرئاسة في بلغراد , وعلت أصواتهم تهتف ضد محكمة لاهاي وتصف التبرئة بالجريمة النكراء وأحرقوا علم الولاياتالمتحدة وعلم الإتحاد الأوروبي . وفيهم , خطبت الراديكالية , ناتاشا يوفانوفيتش , وحثتهم على الإبقاء على التأهب لإسقاط نظام توميسلاف نيكوليتش , أليكسندر فوتشيك وإيفيتسا داتشيش باعتباره يبيع الوطن ويدمره . وطالبت رئيس صربيا بالإستقالة بعد أن نَعَته بالخائن والتابع للغرب . واختتمت حديثها بقولها إننا واثقون من الإنهيار القريب للنظام الصربي الحالي . أما زميلها الحزبي نيمانيا شاروفيتش فقد قال إن لاهاي بتبرئتها راموش هاراديناج إنما قررت تعيينه رئيساً لوزراء كوسوفا . وأضاف إن لاهاي أطلقت سراحه بأمر من الولاياتالمتحدة وقادة الناتو والإتحاد الأوروبي وبتواطؤ من نظام بلده الحالي . فيما حالت اشرطة الصربية دون وصول المحتجين لدار الرئاسة , فواصلوا سيرهم في شوارع العاصمة بلغراد . لاستنكار ورفض موقف رئيس الوزراء إيفيتسا داتشيتش الذي وصف قرار لاهاي بالمُسيّس لكنه سيواصل مفاوضاته مع بريشتينا لأنها , بحسبه , تصب في مصلحة صربيا . فيما طالب حزب الشعب الصربي بوقف كل أشكال التعاون مع لاهاي . وأكد البروفيسور عيسى السباهي فقد التقى قادة حزب كوسوفا الديموقراطي وحزب راموشا ,. وتوصلوا إلى اتفاق للشراكة في الحكم مضيفا أن المفاوضات بين الفريقين أفضت إلى اتفاق يقضي بتقاسم الحقائب الوزارية وسيتم لاحقاً معرفة ما إذا كان منصب رئيس الوزراء سيظل برئاسة الحالي هاشم تاتشي أم سيعود لراموش هاراديناج. 1