يزداد الوضع الإنساني للمواطن الإرتري مع بزوغ كل فجر جديد سوءا حيث انعدام أبسط مقومات الحياة الأساسية مع فقدان الأمن والاستقرار ، وصعوبة الحركة والتنقل داخل الوطن وحرمان المواطن من أبسط معاني الحرية والتفكير ، وإنما يعيش أهلنا بالداخل في معتقل كبير يسمى (دولة إرتريا) ظلماً فمنذ أن وصل نظام أفورقي عقب خروج المستعمر الإثيوبي من البلاد في مايو 1991م كان يتوقع إنسان إرتريا أن يشتم عبق الحرية ويعيشها حياة يومية ويضمد جراحات وأحزان الماضي الذي واكب مرحلة التحرر الوطني ويلتقي من إنسان المهجر والداخل وبذلك يكون قد ألتأم الشمل ليبدأ من جديد معركة التنمية والتعمير والتطوروالتقدم والإزدهار لتلحق إرتريا بركب الدول المعدودة والمقصودة لأخذ الدروس والعبر منها وقد أضافت إلى رصيد تجربة التحرر الوطني تجربة أخرى في التجانس والتساكن مستنهضة الإنسان الإرتري بكل أجنحته ليعمل بجد واجتهاد دون ملل أو كلل ، ولكن تبددت كل تلك الأحلام وراحت أدراج الرياح لأن أفورقي ونظامه أرادوا إرتريا مفرغة من المحتوى والمضمون والقيم وإنما يريدونها وفق الصورة الممجوجة المرسومة في دماغ أفورقي الذي يعاني من الحمى الدماغية. تأتي اليوم ذكرى تحرير إرتريا وخروج المستعمر والبلاد تتراجع إلى الوراء في كل لحظة وكل ثانية حتى غدا اسم إرتريا منبوذا لدى الدول بل حتى شعوب الجيران حيث تنكر نظام أفورقي لكل جيرانه ولم يكتف بعدم الشكر والتقدير لهم لما بذلوا وتعاونوا في مرحلة حرب التحرير بل شكل للدول وللمنطقة صداعاً مزمناً من أول يوم وصل فيه إلى سدة السلطة حيث الإساءات والإزدراءات المتكررة للمنظمات الإقليمية بل وصل الأمر إلى التحرشات العسكرية بل والأعتداءات وأخيرا الغزو المباشر لبعض دول الجوار. وحتى يكون القارئ متصوراً للوضع في إرتريا فإننا نورد فيما يلي هذه الحقائق والمعلومات التي وصلتنا من المصادر العليمة والمطلعة من داخل إرتريا . اعتقالات واسعة النطاق : ففي منطقة اندراييت وعدهمد إيرا قامت سلطات النظام باعتقال (60) شخصاً تحت غطاء الخدمة الإلزامية واقتادوهم إلى جهة مجهولة ، وبتاريخ 8/5/2006م قامت سلطات النظام في أسمرا بحملة اعتقالات واسعة في اوساط الطلاب والطالبات وشملت حتى المعلمين والذهاب بهم إلى معسكرات الخدمة الإجبارية . كما شهدت مناطق كل من دقي امحري ، ومندفرا اعتقالات واسعة النطاق طالت الطلاب والطالبات هذا وقد شملت الاعتقالات حتى تلاميذ مدارس الأساس في أجزاء واسعة من إرتريا . . إجبار المرأة الإرترية على خدمة الجيش وفي إطار إخراج المرأة الإرترية من بيتها وإجبارها على العمل دون رغبتها قام النظام باقتياد حوالي (60) إمرأة مؤخراً والذهاب بهن إلى معسكر ساوا (سيئ السمعة) بحجة تقديم خدمات للمجندين هذا وقد أخذ النظام من قبل حوالي (50) إمرأة وإيداعهن في ذات المعسكر ولكن بغرض خدمة معاقي الحرب المتواجدين في معسكر ساوا . . اعتقال 350 مواطناً وضمن مسلسل بث الرعب وإذلال المواطن الإرتري قام النظام باقتياد (350) مواطناً في أقليم قاش بركة والذهاب بهم إلى منطقة عيشنكيت الواقعة شمال مدينة هيكوتا ، ولم تورد المصادر طبيعة هذه الحملة ما إذا كانت هي للتجنيد الإجباري أم بغرض السخرة والإذلال فقط ؟! . اعتقالات في أوساط أسر الفارين من جحيم الخدمة وفي سياق هروب من الفارين من جحيم الخدمة قامت سلطات أفورقي باعتقال حوالي (100) شخص بحجة أنهم تستروا على هروب أبنائهم من إرتريا وفرضت عليهم تلك السلطات غرامات مالية باهظة أو السجن أو إرجاع الأبناء إلى حيث يريد النظام !! . وفي ذات سياق حملة الاعتقالات تم اعتقال (32) شخصاً في منطقة جنوب منصورة لأسباب مجهولة حيث تم اقتيادهم إلى مكان غير معلوم . . هروب 13 مسئولاء من النظام و4 من لاعبي فريق التحرير الرياضي المشارك في دورة سيكافا لم يقف مسلسل الهروب والفرار من النظام عند المواطن العادي حيث تشهد حالات هروب مستمرة ومتكررة لمسئولين من النظام في هذا السياق هرب من إرتريا حوالي (13) مسئولا من العاملين في أجهزة النظام المختلفة إلى إثيوبيا مؤخراً هذا وقد قامت سلطات أمن النظام بوضع يدها على كل ممتلكات هؤلاء المسئولين وأمهلتهم حوالي (90) يوماً إما عادوا أو يتم مصادرة كل ممتلكاتهم وإغراضهم وذلك حتى يكونوا عبرة للأخرين . وعلى ذات الصعيد رشحت الأنباء بأن أربعة من لاعبي فريق التحرير الإرتري المشارك في دورة سيكافا اختفوا في تنزانيا. حيث أكد عضو مسئول في قيادة الفريق بأن اللاعبين الأربعة أختفوا بعد وجبة الإفطار الأربعاء الماضي بدون جوازاتهم . . إعدام (4) مواطنين في ساحة عامة ولم تكتف سلطات نظام أفورقي بالاعتقالات والسجن بل تعدى ذلك إلى الإعدام حيث تم إعدام ( 4) أفراد في ساحة عامة باقليم القاش بركة في شهر مايو الجاري . دون ابداء أسباب هذا العمل الإجرامي البربري، وليس له أي تفسير إلا بث الرعب والذعر في نفوس المواطنين . . اختطاف ( 3) مواطنين ليلاً وعلى ذات السياق تم اختطاف ( 3) مواطنين ليلاً من منازلهم في مدينة حقات واقتيادهم إلى جهة مجهولة ولم يعرف ذويهم إلى الآن مكانهم حيث ضموا إلى قائمة معتقلي النظام خلال فترة حكمه لإرتريا . هذا ولم تقتصر حالات الإرهاب على البشر فقط حيث تم إحراق حوالي (10) منازل في منطقة أنسوقا جنوب القاش دون معرفة الأسباب والدواعي . . حتى السجناء لم يسلموا لم يسلم من ظلم النظام وانتهاك أبسط مقومات الحياة الكريمة حتى الذين في هم سجون أفورقي حيث تشهد سجون النظام حالات وفيات متعددة ومتكررة . ويأتي في هذا السياق وفاة جوالي 20 سجين في أحد سجون النظام مؤخراً خلال الفترة من مارس إلى مايو الجاري وذلك بسبب سوء التغذية والنقص الحادة في الغذاء مما نتج عنه تدهور . الحالة الصحية والنفسية لهؤلاء السجناء ومن ثم تسبب ذلك في وفياتهم . . استعداد مريب للحرب : فيما هي تلك حالة البلاد والمواطن البسيط يقوم النظام في هذه الأثناء بالإعداد والتدريب وإعادة التدريب لحوالي 300 جندي في أحد معسكراته وهي قوات مختارة من أفرع الأسلحة المختلفة التابعة للنظام . وهذا ولم تستبعد مصادر ذات صلة أن يكون هذا استعداداً للقيام بعمل عدواني ضد إحدى دول الجوار خاصة إذا قرأ هذا في سياق تفكير رأس النظام وما تشهده إرتريا من تدهور الوضع الإنساني فيها . كانت تلك حصيلة هدية وحصيلة حصاد نظام أفورقي للشعب الإرتري وذكرى الاستقلال والحرية ولكن حتماً سنجلي هذا الظلم وترتفع رايات الحق وإبدال الحرية ويأمن كل أمرئ في سربه وداره ونفسه بأذن الله . مظاهرة لأريتريين مقيمين في مصر Dimofinf Player . 5