في ظل تضارب الأنباء حول فيروس أنفلونزا الخنازير ومدى ضراوته والدعاية المبالغ فيها التي ثارت حوله, قام مركز أبحاث مكافحة الجراثيم في ميلانو بالتحذير من فيروس أنفلونزا "فيكتوريا" وهي نوع من الأنفلونزا اكتشفها الأطباء عام 1933م حيث قال إنها تتساوى في درجة خطورتها مع فيرس "H1N1" المسبب لأنفلونزا الخنازير وإن كان بالإمكان السيطرة عليه، وأشار إلى أنها تهدد بشكل خاص الأطفال بمنطقة شمال أفريقيا (مصر وليبيا وتونس والمغرب والجزائر)، إضافة إلى الدول الأوربية وبعض الدول في آسيا مثل اليابان وهونج كونج والصين. وطالب المركز في تقريره الذي اطلعت عليه "المصريون" بتوخي الحذر خصوصا خلال شهري يناير وفبراير حيث ينتشر الفيروس بشكل أكبر، نظرا لانخفاض درجة الحرارة ومكوث أفراد الأسرة داخل المنزل مما يجعل احتمال الإصابة بالفيروس أسهل، لذلك نصح أن يسمح للأطفال بالانطلاق خارج البيت. وأوصى بضرورة تعاطي المضادات الوقائية لتجنب الإصابة، والحصول على اللقاح الموسمي للأنفلونزا، لأنه يعمل على حجز أنزيم "نيورا مينديز" الخطير داخل الخلايا المصابة فلا يزداد المرض، ونصح بابتعاد الأطفال عن دخان السجائر، لأنهم سرعان ما يتأثرون به مما يحمل إليهم العديد من الفيروسات التي تؤثر على الجهاز التنفسي. وأرجع التقرير المخاوف من انتشار هذا الفيروس إلى تغيره السريع، وتسببه في الماضي في القضاء علي الملايين من سكان المعمورة حيث أودى في بداية ظهوره بأسبانيا عام 1919م بحياة 20 مليون شخص على مستوى العالم، وقد قضي عليه بعد خمس سنوات من الحرب ضد هذا المرض، لكنه عاود الظهور في آسيا عام 1957م وتسبب في موت الآلاف، و136 ألف شخص بالولايات المتحدة، ثم انتقل إلى وهونج كونج عام 1968م. ووفق التقرير، فإن الخوف من فيروس الأنفلونزا بصفة عامة يكمن في قدرته على التغير المستمر وهو ما يمكنه من مهاجمة جهاز المناعة البشري، وبالتالي يصاب الإنسان بالأنفلونزا على مدى الحياة، فعند الإصابة بفيروس الأنفلونزا يقوم جهاز المناعة بإنتاج أجسام مضادة لنوعية الفيروس الحالي، ولكن بتغير خصائص الفيروس لا تستطيع الأجسام المضادة القديمة التعرف على الفيروس الجديد وبالتالي تحدث الإصابة. غير أنه ومع ذلك فالأجسام المضادة لا تزال لديها القدرة علي توفير مناعة جزئية ضد الفيروس وذلك حسب نوعية التغير الذي يتم على الفيروس، كما أن حدوث تغير جزئي للفيروس من الممكن أن يؤدي إلى ظهور سلاله جديدة ليس لها مناعة لدى البشر، ومن هنا يبدأ خطر انتشار الوباء عالميا.