تذوق العرب طعم الذهب للمرة الأولى في دورة لندن الاولمبية بعدما انتفض الجزائري توفيق مخلوفي العائد بعد استبعاد ليفوز بسباق 1500 متر عدوا في الاستاد الاولمبي يوم الثلاثاء. وميدالية مخلوفي - الذي سيصعد المغربي عبد القادر إيكدير معه لمنصة التتويج بحصوله على البرونزية - هي الأولى للجزائر في الدورة التي ستختتم يوم الأحد المقبل لكنها أفضل ما حققه العرب حتى الآن بعد 11 يوما من المنافسات المضنية في العاصمة البريطانية. وأصبح لقطر ميداليتان برونزيتان بعدما تقاسم متسابق الوثب العالي معتز برشم المركز الثالث مع الكندي ديريك دروين والبريطاني روبي جرابارز حيث قفز كل منهما لارتفاع 2.29 متر. وملأت الابتسامة وجه يوسين بولت أسرع رجل في العالم وهو يعبر خط النهاية متفوقا بفارق كبير على ملاحقيه ليتأهل دون عناء لقبل النهائي ويواصل حملة الدفاع عن لقب منافسته المفضلة في سباق 200 متر. لكن يوم الثلاثاء البارد الملبد بالغيوم بدأ بطريقة أليمة حين ترك الصيني ليو شيانج الاستاد الاولمبي على مقعد متحرك بعدما اصطدم بالحاجز الأول في لقطة أعادت للأذهان فشله في تصفيات سباق 110 أمتار أيضا في دورة بكين قبل أربع سنوات. وتعاطف بولت مع ليو الذي تلاشت أحلامه في الوصول للمجد الاولمبي لأن البطل الصيني "أظهر للعالم انه يستطيع فعل أشياء عظيمة." وأضاف "هذا أمر حزين حقا لأي رياضي." وبدا بولت - الذي سجل ثاني أفضل زمن على الإطلاق لسباق 100 متر بفوزه باللقب يوم الأحد الماضي - مفعما بالثقة بعدما تأهل بسهولة بالغة للقب النهائي لسباق 200 متر أمام 80 ألف متفرج احتشدوا مرة أخرى الاستاد الاولمبي. وسيواصل بولت طريقه نحو ثنائية اولمبية غير مسبوقة في سباقي السرعة عندما يخوض سباق 200 متر بعد غد الخميس رغم أنه قد يضطر للقيام بذلك بدون حبل التدريب. وفي طريقه لخوض نهائي سباق 100 متر يوم الأحد سحب مسؤول من بولت الحبل قائلا إنه مخالف للقواعد وأمر سيباستيان كو رئيس اللجنة المنظمة للألعاب بالتحقيق في سبب مصادرته. وقال بولت الذي وصف بعض القواعد بأنها "غريبة" إنه يخطط لإدخال الحبل معه يوم الخميس. وأضاف "سأدخله غدا.. سأخفي الحبل أسفل الحقيبة أو شيء من هذا القبيل." وارتقت الاسترالية سالي بيرسون لمستوى التوقعات وركضت بسرعة بالغة في سباق 100 متر حواجز للسيدات لتتفوق بفارق ضئيل للغاية على الأمريكية دون هاربر مسجلة رقما اولمبيا جديدا. وأنهت بيرسون (25 ثانية) السباق في 12.35 ثانية مقابل 12.37 ثانية لهاربر المدافعة عن اللقب. وأصبح لإيران ثلاث ذهبيات في المصارعة بعد تتويج قاسم رضائي بطلا لوزن 96 كيلوجراما في المصارعة الرومانية بانتصاره في النهائي على الروسي روستام توتروف 3-صفر. واحتفل الإيرانيون بعدها بقليل بحصول الرباع بهداد ساليمي كرداسيابي على لقب أقوى رجل في الألعاب بفوزه بذهبية وزن 105 كيلوجرامات في رفع الاثقال بعد أن رفع 455 كيلوجراما في المجموعة في فئة وزن 105 كيلوجرامات بواقع 208 كيلوجرامات في الخطف و247 كيلوجراما في النطر. وفي قاعة رفع الأثقال أيضا سقط الثقل فوق رأس الرباع الألماني ماتياس شتاينر بطل بكين 2008 وهو يحاول رفع 196 كيلوجراما في رفعة الخطف. لكن شتاينر الذي انسحب من المنافسات نزل من على المنصة وهو يسير على قدميه وسط تشجيع المتفرجين. وبوصولها للذهبية رقم 22 حققت بريطانيا البلد المضيف نتيجة أفضل مما حققته قبل أربع سنوات في بكين حين حصلت على 19 ميدالية ذهبية فقط. وعبر متسابق الثلاثي البريطاني اليستر براونلي خط النهاية في حديقة هايد بارك بلندن والتحف العلم الوطني ليحصل على الذهبية رقم 19 لبلده في هذه الدورة بينما حصل شقيقه الأصغر جوناثان على البرونزية. كما حصل فرسان بريطانيا على ذهبية منافسات الترويض. وفي مضمار الدراجات حيث صمت صيحات الجمهور الآذان حصل كريس هوي على سابع ميدالية اولمبية في مشواره وسادس ذهبية بانتصاره في سباق كيرين ليتجاوز الذهبيات الخمس التي يملكها متسابق التجديف ستيف ريدجريف. كما عادل هوي حصيلة زميله متسابق الدراجات برادلي ويجينز كأكثر رياضيي بريطانيا تتويجا في الألعاب رغم أن ويجينز يملك أربع ذهبيات فقط. وفازت لورا تروت بذهبية سباق اومنيوم للدراجات لكن فيكتوريا بندلتون المرشحة البارزة للتفوق في سباق السرعة للفردي خسرت أمام غريمتها الاسترالية آنا ميرس ونالت الفضية. وبالنسبة لبندلتون التي قررت الاعتزال بعد هذه الدورة مثلت هذه النتيجة نهاية مخيبة لمسيرة حافلة حصلت خلالها على ذهبيتين اولمبيتين وتسعة ألقاب للعالم. ويوم الثلاثاء عززت بريطانيا موقعها في المركز الثالث بجدول الترتيب العام للدورة. وبحلول الساعة 1750 بتوقيت جرينتش تقف الصين في صدارة الترتيب العام ولديها 34 ذهبية بعد الحصول على اثنتين جديدتين في الجمباز. وفازت دينج لينلين على مواطنتها سيو لو في مسابقة عارضة التوازن بعد ساعة واحدة من انتصار فينج تشي في مسابقة المتوازيان. لكن الهولندي الطائر ايبكه زوندرلاند فجر مفاجأة بفوزه بلقب العقلة متفوقا على الصيني تشو كاي المرشح للقب والذي حصل على البرونزية. وسيجمع نهائي كرة القدم للرجال بين البرازيل والمكسيك بعدما تفوقت الأولى على كوريا الجنوبية بثلاثية نظيفة الثانية على اليابان 3-1 في الدور قبل النهائي. أما سيدات كندا فبدين أقل سعادة واتهمن الحكمة النرويجية كريستينا بيدرسن بالتحيز لصالح الفريق الأمريكي في مباراة مثيرة بقبل النهائي انتهت بفوز الولاياتالمتحدة 4-3 في قبل النهائي يوم الاثنين. وفي قرار نادر احتسبت بيدرسن خطأ على الحارسة الكندية ايرين مكليود بسبب الإمساك بالكرة لوقت طويل بعدما أنقذت فرصة في الدقيقة 80 محتسبة ركلة حرة غير مباشرة لصالح الولاياتالمتحدة داخل منطقة الجزاء. وقالت مكليود للصحفيين "نشعر بأن المباراة سرقت منا." لكن نهاية يوم الثلاثاء كانت عربية بامتياز بعد أن انتصر مخلوفي على الإصابة وعلى المنافسين في نهائي مثير بحسب رويترز. وقطع مخلوفي مسافة السباق في ثلاث دقائق و34.08 ثانية ليتفوق على الأمريكي ليونيل مانزانو. وجاء إيكدير وصيف بطل العالم داخل القاعات في المركز الثالث ليكمل ثنائية عربية رائعة فوق منصة التتويج. وقضى طبيب يوم الاثنين بأن مخلوفي (24 عاما) انسحب من تصفيات سباق 800 متر أمس بسبب الإصابة ليقرر الاتحاد الدولي لألعاب القوى إعادته للمنافسة في النهائي يوم الثلاثاء. وقال مخلوفي للصحفيين "إنها إرادة الله. بالأمس كنت خارج السباق واليوم نافست." وأضاف "هذه هدية للشعب الجزائري ولكل العالم العربي." وحصل برشم لقطر على البرونزية الثانية في الدورة ليعادل ما حققه الرامي ناصر العطية في منافسات أطباق الاسكيت الأسبوع الماضي. وقال برشم الذي يتطلع من الآن لدورة ريو دي جانيرو بعد أربع سنوات "هذا شعور لا يمكنني وصفه.. اليوم أثبتت أن العرب لديهم مواهب في القفز." 5