عادت التحذيرات من مخاطر بعض لقاحات مرض أنفلونزا الخنازير إلى البروز مجدداً، بعد التصريحات التي أدلى بها الألماني ولفغانغ وودراغ، رئيس لجنة الصحة في البرلمان الأوروبي، الذي تحدث عن وجود لقاحات مستخلصة من خلايا سرطانية لا يعرف تأثيرها الحقيقي على البشر. واتهم وودارع ما وصفه ب"لوبي شركات الصيدلة وتصنيع الأدوية" بخلق حالة من الذعر حيال المرض الذي يسببه فيروس H1N1، وقد تجاوبت منظمة الصحة العالمية مع هذا التهويل عبر رفع حالة التأهب إلى مستويات لا تتناسب مع حقيقة انتشار المرض. واعتبر وودراغ، وهو طبيب متخصص في أمراض الرئة أن أعداد المصابين بالمريض قليلة إذ ما قورنت بأعداد الذين يعانون جراء مواسم الأنفلونزا العادية. وذكر وودارغ، في مقابلة مع صحيفة "لومنيتي" الفرنسية أن هذا الفيروس ليس جديداً، بدليل أن الناس الذين تجاوزا العقد السادس من عمرهم قد طوروا مناعة طبيعية ضده، ما يدل على أنهم كانوا بالفعل على اتصال مع فيروسات مشابهة. وبحسب وودراغ، فإن منظمة الصحة العالمية استجابت لموجة التهويل هذه بسبب روابط مع مجموعة من الأشخاص في شركات صناعة الأدوية، مضيفاً أن التحقيق الذي وافق الاتحاد الأوروبي على فتحه في الملف بناء على طلبه سيحاول معرفة من الذي قرر تصنيف أنفلونزا الخنازير على أنه وباء ورفع درجة خطره. وتحدث وودراغ عن "تضليل" مارسته شركات الأدوية والمختبرات الوطنية بهدف دفع الحكومات إلى شراء اللقاحات بمبالغ طائلة، كما اتهم شخصيات في منظمة الصحة العالمية بوضع خطط لمواجهة وباء مماثل لأنفلونزا الخنازير في السابق، بالانتقال لاحقاً للعمل لدى شركات تصنّع الدواء. وقال وودراغ إن شركة "نوفارتس" التي تصنّع أحد اللقاحات المستخدمة لمواجهة أنفلونزا الخنازير (أوبتا فلو) قامت بتطوير اللقاح عبر تجارب شملت تفاعلات إحيائية من الخلايا السرطانية. وهي تقنية لم تستخدم على الإطلاق حتى الآن. يذكر أن التحقيق الذي سيطلقه البرلمان الأوروبي سيسعى لمعرفة سبب توصيف المرض بأنه "وباء" من قبل منظمة الصحة منذ يونيو/حزيران 2009، بناء على اقتراح من خبراء اصتح أنهم على صلات بشركات الأدوية الكبيرة، ومنها "نوفارتس" و"روخ" و"غلاسكو سميث. وقد قال وودراغ، في البيان الصادر عن لجنة الصحة التي يرأسها، إن منظمة الصحة العالمية "عرضت الملايين من الناس للقاحات غير مختبرة بشكل كاف، وذلك دون حاجة حقيقية،" خاصة وأن فيروس H1N1 يعتبر "الأقل ضرراً من بين جميع موجات الأنفلونزا السابقة،" على حد تعبيره.