أكد وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، أمس، أن هناك اتصالات على كافة المستويات مع الجانب السعودي، وهناك اتصالات مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لاحتواء الأزمة، مؤكداً للعودة السفير السعودي قاهرة قريباً من دون أن يحدد موعداً بذاته لهذه العودة، فيما تواصلت فعاليات صحافية وحزبية وإسلامية داعية إلى احتواء الأزمة وإعادة العلاقات الطبيعية مع السعودية . وأوضح عمرو في تصريحاته، أمس، عقب حضوره اجتماعا برئاسة رئيس الوزراء أنه لا توجد مبادلات بين السعودية ومصر في ما يتعلق بالمعتقلين أو السجناء، مؤكداً أن أي مواطن يعتقل في مصر أو السعودية يتم وفقاً للقانون في الدولتين . وقال: إن حزمة المساعدات التي وعدت السعودية بتقديمها لمصر تسير وفقاً للاتفاقيات، وأن السفير المصري في المملكة يقوم بدوره في الدفاع عن حقوق الجالية المصرية، كما يقوم بنفس الدور كحال سفراء مصر في الدول العربية، مشيراً إلى أنه قد تحدث بعض المشكلات التي يتم التعامل معها . وأكد أن القنصل المصري بجدة قام بعمله بشكل كامل وتابع قضية المواطن المحتجز بالسعودية أحمد الجيزاوي . وأضاف: إن “هناك تحقيقا في القضية وفقا للقانون ونحن نتحدث عن مجمل العلاقات المصرية السعودية، التي هي أعمق بكثير من أن تتأثر بأحداث يمكن التعامل بها بالقانون وفي إطار حفظ حقوق المواطن” بحسب دار الخليج. ومن جهة أخرى، أهاب اتحاد الصحافيين العرب بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يمارس سلطاته في حماية سفارة السعودية وقنصلياتها على النحو الذي يؤكد اعتزاز مصر بالسعودية ملكا وحكومة وشعبا، مطالباً المجلس ذاته بتقديم كافة العناصر التي حرضت وشاركت في الأحداث المؤسفة بهدف إفساد العلاقات بين البلدين إلى محاكمة سريعة منعاً لتكرار هذه الأحداث، التي غالبا ما توجهها عناصر مندسة تستهدف تخريب علاقات البلدين . وحذر حزب المصريين الأحرار، من خطورة تداعيات التصعيد الدبلوماسي بين السعودية ومصر، وما قد تحمله ردود الفعل الغاضبة، والمتسرعة من آثار سلبية عن العلاقات التاريخية بين الشعبين . ووصفت الجماعة الإسلامية العلاقات المصرية السعودية بأنها محور مهم لمواجهة التحديات بالمنطقة . وذكرت أن العلاقات بين البلدين تضرب في جذور التاريخ ديناً ولغة وتاريخاً مشتركاً . من جهته، قال المستشار القانوني للسفارة السعودية بالقاهرة، محمد سامي جمال الدين، إن المملكة أغلقت جميع قنصلياتها بمصر، وهو إجراء يعني ضمنا عدم السماح بالحصول على التأشيرات للمملكة، لافتاً إلى أنه لا استثناء في ذلك بين طلبات تأشيرات لأداء العمرة أو الزيارات أو العمل، مادامت القنصليات السعودية أغلقت أبوابها . من جانبها، نقلت صحيفة (الاقتصادية) السعودية عن المستشار القانوني لهيئة حقوق الإنسان السعودية، عمر الخولي، أن الهيئة لم تسجّل أية ملاحظة قانونية أو تجاوزات من أي نوع في إجراءات ضبط واستجواب الجيزاوي، المتهم بتهريب أقراص مخدرة إلى السعودية . من جانب آخر، نظم عدد من أصحاب الشركات السياحية في مصر وقفة أمام السفارة السعودية بالقاهرة دعوا خلالها إلى إعادة ممارسة نشاط البعثات الدبلوماسية والقنصلية، وعدم تأثير تصرفات بعض الأفراد على عمق العلاقات بين البلدين . إلى ذلك، استنكر اتحاد المصريين في أوروبا الأحداث التي جرت بمحيط السفارة السعودية في القاهرة وبعث برسالة اعتذار للسفير السعودي في لندن ووزير العدل السعودي . وجاء القرار السعودي بعد مظاهرات للمصريين أمام مقر السفارة السعودية بالقاهرة، احتجاجاً على إلقاء السلطات السعودية القبض على المحامي المصري أحمد الجيزاوي لدى دخوله الأراضي السعودية لأداء “العمرة”. كانت السلطات السعودية قد قالت إن الجيزاوي اعتقل بسبب محاولته تهريب كميات من الحبوب المخدرة للأراضي السعودية. 5