توج الناقد جبريل السبعي مشواره النقدي بإنتاج إصداره الرابع الفوضى: مفهومها وأشكالها وتجلياتها..قراءة في التراث اللغوي والأدبي عند العرب. " الفوضى" جاءت في 4 فصول مستوعبة 274 صفحة من القطع المتوسط، وصادرة عن دار مدارك للإعلامي السعودي تركي الدخيل، وتستقرىء جانبا من حياة الإنسان العربي، وتراثه اللغوي، والأدبي؛ للقبض على "الفوضى "سواء أكانت مفهوما يتردد في أذهان العرب، أم سلوكا يسلكونه، أم تجليا جماليا في شعرهم، ونثرهم، أم وعيا علميا لدى نقادهم، وعلمائهم اللغويين. كما انها تجلي مفهوما ظل مئات من السنين، مطمورا في ركام قصص التراث، والأشعار، وأنماط التفكير، والممارسات العلمية، وكذا اليومية، التي صدرت عن العرب، في الصحاري، والقصور، وساحات الحرب، وأماكن العبادة ... وكذلك تكشف من واقع المادة المعجمية، والأدبية، أشكال الفوضى، ومقدار الانحرافات، والتطورات، التي طرأت على دلالتها كلفظة، على امتداد تاريخها اللغوي. وهي أيضاً تنزع القناع عن الصور النمطية، التي ما انفك الشعراء يتداولونها في موضوع الفوضى، دون وعي منهم، وكأنما هي نماذج عليا، تنسرب على ألسنتهم، وفي أشعارهم، دون أن تستأذنهم، ودون أن يحسوا بها مجرد إحساس. إضافة إلى انها تدخل في باب الفوضى جملة من المفاهيم، والأساليب، والظواهر اللغوية، بقيت حتى هذه اللحظة، في كتب التراث اللغوي، والأدبي، عند العرب، مهملة، ومفردة، دون أن تدرج تحت باب بعينه. وقد استجمع المؤلف – خلال الكلمة التي سبقت الخاتمة - رؤية الدراسة؛ ليقرأ الفوضى في حياتنا اليوم كعرب، وكمسلمين مسلطا الضوء على الجانب السياسي في تاريخ العرب؛ ليخلص من ثم إلى أن فوضاه انتقلت إلى حياتنا بمختلف جوانبها، فأثرت سلبا عليها، ثم انتهى أخيرا إلى الثورات العربية، وما اكتنفته من فوضى السلطات والشعوب. 1