.. حذرت واشنطن النظام السوري اليوم من اتخاذ إجراءات دولية جديدة بحقه في حال واصل انتهاك مبادرة السلام العربية التي وقعها، وقالت إن الأعمال التي ترتكب بحق المدنيين تثبت أن الرئيس بشار الأسد لا يستحق حكم سوريا، داعية إلى تطبيق المبادرة العربية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "نحض الداعمين القلائل لسوريا في المجتمع الدولي على تحذير دمشق من أن المجتمع الدولي سيتخذ تدابير جديدة للضغط على النظام إذا لم يتم تطبيق مبادرة الجامعة العربية في شكل تام". وأضاف المتحدث في بيان أن "الأعمال التي تثير السخط والأسف" والتي ترتكب بحق المدنيين الذين يتظاهرون ضد النظام السوري تثبت أن الرئيس بشار الأسد "لا يستحق حكم سوريا". وأضاف المتحدث "بعد يومين فقط من قرار نظام الأسد توقيع مبادرة الجامعة العربية، انتهك بشكل صارخ التزامه بوضع حد للعنف وسحب قوات الأمن من المناطق السكنية". وتابع أن "الولاياتالمتحدة قلقة بشدة حيال هذه المعلومات الموثوق بها والتي مفادها أن نظام الأسد يواصل قتل العديد من المدنيين والمنشقين عن الجيش، عبر تدمير منازل ومتاجر واعتقال متظاهرين بشكل غير قانوني". واعتبر كارني أنه "إذا كانت قوات الأمن السورية تتكبد خسائر بدورها، فإن الغالبية الساحقة لأعمال العنف وسقوط الضحايا ناجمة عن أفعال النظام". وقال كارني "حان الوقت لإنهاء المعاناة والمجازر. حان الوقت لتطبيق كل بنود الخطة العربية بشكل كامل وفوري، ومنها الانسحاب الكامل لقوات الأمن والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وتسهيل وصول المراقبين ووسائل الإعلام الدولية إلى كل أنحاء سوريا". وقالت الولاياتالمتحدة اليوم إنها تشعر "بانزعاج شديد" لأنباء مقتل العشرات من المدنيين والمنشقين عن الجيش في سوريا بلا تمييز، وقالت إن "العنف يجب أن يتوقف". موقف فرنسا وفي باريس، أدان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "مجزرة ارتكبت على نطاق غير مسبوق" في سوريا أمس الثلاثاء وقتل فيها نحو 120 شخصا. وشدد على ضرورة بذل كافة الجهود لوقف دوامة القتل التي قال إن الرئيس السوري يدفع شعبه إليها يوميا. وأكد المتحدث الفرنسي ضرورة إصدار مجلس الأمن قرارا حازما يطالب بإنهاء القمع في سوريا. تدخل دولي من جانبه، طالب المجلس الوطني السوري -الذي يضم معظم أطياف المعارضة السورية- مجلس الأمن الدولي اليوم بعقد جلسة طارئة لوقف "المجازر المروعة التي يرتكبها النظام" السوري في مناطق عدة من البلاد، وإعلانها "مناطق آمنة". ودعا رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون إلى تدخل دولي عاجل لوقف ما قال إنها جرائم ضد الإنسانية ترتكب بحق الشعب السوري. وأضاف غليون للجزيرة أن المبادرة العربية وحدها لم تعد كافية لقطع يد النظام. وطالب المعارض السوري الأمين العام ل جامعة الدول العربية نبيل العربي بتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن وإيقاف ما أسماها "المهزلة". في حين دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الحكومة السورية إلى تحمل مسؤولياتها عن حماية المدنيين السوريين. وتأتي هذه التطورات قبل ساعات من وصول طليعة المراقبين العرب الذين قررت الجامعة العربية إرسالهم إلى سوريا للإشراف على تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة. كما تتزامن مع تصعيد الدول الغربية ودول مجلس التعاون الخليجي ضغوطها على سوريا لوقف قمعها الدموي المستمر منذ منتصف مارس/آذار للمحتجين المطالبين بتنحي الرئيس بشار الأسد. 1