أحيا الأديب والقاص عمرو العامري ليلة من ليالي الثقافة في جازان وذلك عن طريق الورقة التي ألقاها في قاعة منتدى ابن هتيمل الضمدي الثقافي بضمد،ضمن الأنشطة التي تقدمها لجنة التنمية الاجتماعية بضمد حين قدم الكاتب ورقة تحت عنوان"جازان حراك وعراك" عبر فيها عن سعادته بهذا اللقاء مع أدباء ومثقفين كبار على الرغم من أنه كان قد حاول الاعتذار والتملص من تلبية الدعوة التي وجهها له صديقه الأستاذ/إبراهيم الأسود لكنه أقنعه بأنها ليست محاضرة بقدر ما هو حوار مع أصدقائي في ضمد والقادمين من القرى المجاورة وقال: وهل أستطيع مقاومة رؤية ومصافحة هذه الوجوه الطيبة .؟ عمرو طرح عدة أسئلة تؤرق بال المثقف سواء في المنطقة أو خارجها ودور مثقفي المنطقة في النهوض بها حين قال: ما لذي جعل صوت مثقفي جازان خافتا دائما وليس كأصوات مبدعيهم؟ أهو العزوف أو الخوف أو الشعور باللاجدوى ؟؟ ولعل تبعات هذا الصمت عن طرح مثل هذه القضايا الحياتية هو ما أخر قطار التنمية جازان سنوات وسنوات . دليل ذلك هو قول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله أثناء زيارته الأخيرة عندما صرح بأن جازان لم تنل حظها من التنمية. العامري وجه اللوم إلى خطط التنمية في توزيع التنمية بين المركز والأطراف..ولكن المثقفين بكل أطيافهم بقوا زاهدين في طرح وإبراز هموم مجتمعهم قانعين بما يصل محتمين بإبداعهم وكأنهم يخشون يد التغير . وقال عمرو لعل في إصرار المرأة المستمر على إنصافها ومساواتها ونيل بعض حقوقها أخيراً رغم كل ما تعرضت له دليل على أن مطالبهن محقة ولذلك كان القرار الملكي مسجيبا لصدى تلك المطالبات التي رآها محقة وقد رأينا كيف توج هذا النضال والمطالب المستمرة والمشروعة بوصولها إلى عضوية الأندية الأدبية وقريبا إلى مجلس الشورى والمجالس البلدية.وكل هذا كان ضربا من الأحلام وبالتالي فأنا استطيع أن أقول وبضمير مستريح أن لدينا أدباء ومبدعين ولكن قلة منهم من يمتلك هاجس الثقافة على رأي غرامشي..هؤلاء القلة تجدهم ينأون بأنفسهم عن المؤسسات الرسمية والتكتلات الفئوية ويبقون مخلصين لضمائرهم وأطروحاتهم بقدر ما تسمح أو يسمح به سقف الحرية. وأشار إلى أن هناك لدينا مبدعين وإبداعهم واضح وجلي و لدينا عراك مبدعين يتصارعون داخل دوائر الأطر الرسمية في الأغلب أو دائرة المناطقية رغم صغر مساحة المنطقة وربما هم حقا يحاولون جاهدين ومن خلال هذه الأطر خُلق منجزثقافي إلا أنهم ومهما سمت بهم الطموحات وصفت بهم النيات لن يكونوا قادرين على تجاوز الأطر والتعليمات الرسمية وقد ينخرط هؤلاء المبدعين وفي محاولة لإثبات الذات بالتركيز على الكم على حساب الكيف وتكرس وجوها معروفة وتهميش أخرى وكلنا يعرف الأسماء والمؤسسات التي التي تتنقل من معرض إلى آخر ومن بلد إلى بلد( انا هنا لا اتحدث عن ثقافة جازان ولكن اعني الثقافة الرسمية ) وأقول ان هذه الثقافة وبكل قدراتها لا تقدم الثقافة الحقيقة ..الثقافة الحقيقية يقدمها المثقف اللامنتمي لأحد ..ولهذا نجد الآخر يحتفي بالمبدع قبل مؤسساتنا الرسمية..فعبده خال ورجاء عالم ويوسف المحيميد على المستوى الأدبي ..وحياة سندي وسلوى الهزاع ووفاء فقيه وغيرهن على المستوى الطبي وثريا عبيد ولبنى العليان وغيرهم أحتفى بهم الأخر قبلنا وكرمهم والأمثلة كثيرة ولعل هذا ما يفرز ما يسمى بالثقافة المعطوبة على أري محمد بنيس الثقافة التي تأخذ من التحديث شكلا وتفرغه مضمونا وتكرس الظلال المعرفي. لكن في المقابل لدينا وبكل وضوح عراك مبدعيين ولعل تداعيات نادي جازان الأدبي التي بدأت وما زالت يؤكد صدق ما قلت ..غير أننا سنحسن الظن بهذه المجموعة القادمة من الشباب والشابات آملين أن ترى المنطقة منهم حراكا وليس عراكا بعد أن يهدأ غبار الأنتخابات وأن يكونوا مبدعين ومثقفين في الوقت ذاته . وأوضح أن العالم يتغير ..ويتغير بأسرع مما نتصور..وأخاف أن نشهد موت المثقف كما شهدنا موت المؤلف على رأي رولان بارت ..يموت المثقف عندما يخذل ضميره وضمير مجتمعه ويغدو مزورا ومداهنا وتوفيقيا وتبريراً..وهذا ما لا يصح بالمثقف أو كما قال أدوراد سعيد عنهم :الألهة التي تفشل دائما . بعد ذلك قدمت الفرصة بالمداخلات من قبل الحضور الكبير الذي شهدته قاعة منتدى ابن هتيمل الضمدي حيث بدأ الدكتور حسان حجاب الحازمي بمداخلته مرحباً بالأديب عمرو العامري ومبدياً إعجابه بالورقة التي قدمها الكاتب. الأديب إسماعيل محجري اختلف مع عمرو في أن الثقافة ليست لباساً نلبسه بل المثقف هو الذي يحمل هماً. الأديب عبدالرحمن الموكلي ذكر في مداخلته :أن كل مثقف يبحث عن السلطة!! طارحاً سؤالاً حول الأولويات في قضايا المثقف؟! وكان من ضمن الأدباء والكتاب الذين شاركوا بمداخلاتهم: الشاعر إبراهيم زولي والدكتور محمد حبيبي والأديب جبريل السبعي والشاعر/ علي الحازمي والأستاذ/ علي الذروي والأستاذ/ موسى عقيلي والعديد من المثقفين والأدباء الذين عجت بهم القاعة. وفي نهاية الأمسية قدم المنتدى درع تذكاري للكاتب عمرو العامري قدمه الدكتور حسن حجاب الحازمي. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل 1