قيادي بالحزب الحاكم يعلن عودة صالح إلى اليمن الأربعاء المقبل للمرة الأولى منذ وقوع الانفجار الذي كاد يودي بحياة الرئيس اليمني، علي عبدالله صالح، والذي أصيب خلال بجروح وحروق نقل على إثرها للعلاج في السعودية، اتهمت الحكومة اليمنية الجمعة رسمياً اثنين من أبرز رموز المعارضة بالوقوف وراء محاولة الاغتيال قبل نحو شهرين. والمتهمان هما حميد الأحمر، القيادي الثري في المعارضة، واللواء علي محسن، القيادي العسكري الكبير في الجيش والذي انشق عن نظام صالح. ففي مؤتمر صحفي مساء الخميس، قال المتحدث باسم الحكومة اليمنية، عبدو الجندي، إن الأحمر ومحسن خططا للهجوم، مشيراً إلى أن ذلك جاء بعد تحقيقات مطولة. وأضاف: "لدينا اعتقاد راسخ بأن حميد الأحمر وعلي محسن يقفان وراء الهجوم على الرئيس صالح وكبار المسؤولين الحكوميين في مسجد الرئاسة." وهذه ليست المرة الأولى التي يتم اتهام على محس بذلك، ولا المرة الأولى التي يتم اتهام آل الأحمر بالوقوف وراء محاولة اغتيال صالح، لكنها المرة الأولى التي يتم فيها توجيه الاتهام رسمياً لهذين الرمزين من المعارضة. وكانت صحيفة "26 سبتمبر" قد اتهمت في وقت سابق عائلة الأحمر المؤثرة في صفوف القبائل، بأنها تقوم بما وصفته ب"إنفاق الأموال وبشكل لافت لشراء الذمم والولاءات واستقطاب بعض الشخصيات السياسية والقبلية إلى جانبهم من عدة محافظات." وبحسب الصحيفة، فإن الأموال تجمع لصالح عائلة الأحمر من أوساط التجار اليمنيين الموجودين في احدى الدول الخليجية "لدعم أنشطة العصابات الإرهابية والتخريبية" في مدينة تعز. كذلك سبق لمسؤول يمني أن أعلن أن الفرقة التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر "تستغل حاجة بعض المواطنين للحصول على درجة وظيفية للتغرير بهم في عملية تجنيد غير قانونية،" مضيفاً أنه "لا توجد لهذا التجنيد أي اعتمادات مالية وأن الأشخاص الذين يتم استقطابهم لهذا التجنيد لن يتم تسجيلهم أو ترقيمهم رسمياً من قبل الدائرة المختصة." كذلك حمّل الرئيس اليمني في كلمة مسجلة بثت عقب الهجوم الذي استهدفه، مسؤولية الهجوم لمن وصفها ب"عصابة" من خصومه آل الأحمر، من قبيلة حاشد، التي كانت قد نفت في وقت سابق صلتها بالهجوم، الذي استهدف مسجداً في القصر الرئاسي. من جهة أخرى ذكرت مصادر مطلعة في صنعاء أن الرئيس علي عبدالله صالح سيعود إلى بلاده الأربعاء القادم الموافق 24 أغسطس/آب الجاري. وأكد قيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أن الرئيس صالح الذي يقيم حالياً في قصر الضيافة الملكية بالعاصمة السعودية الرياض قد استكمل كافة العمليات الجراحية وأصبح فقط يجري مراجعات روتينية يمكن أن تتم له في صنعاء, مشيراً إلى أن اختيار الموعد يرجع لكون 24 أغسطس يصادف الذكرى التاسعة والعشرين لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في 1982. ونوّه القيادي - الذي فضل عدم الكشف عن اسمه - إلى أن ربط العودة وتحديدها في ذكرى مناسبة مهمة تم التوافق عليها خلال استقبال صالح في مقر إقامته يوم الحادي عشر من أغسطس الجاري لوفد رفيع من قيادات الحزب الحاكم, وهو اللقاء الذي تم خلاله استعراض كافة التطورات التي تشهدها الساحة اليمنية وما يتصل بالجهود الإقليمية والدولية لإعادة إحياء المبادرة الخليجية وفق صيغة جديدة تتضمن أفكار مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن. وكانت المحطات التلفزيونية الحكومية قد بدأت الأسبوع الماضي وبالتزامن في بث عدد من الأغاني الوطنية الجديدة والأوبيريتات التي أنتجت حديثاً وتتحدث عن عودة الرئيس صالح وترقب اليمنيين لهذا الحدث للاحتفاء به كمناسبة وطنية تاريخية. وركزت تلك الأعمال الفنية على استعراض مآثر ومنجزات 33 عاماً في ظل حكم الرئيس صالح, كما خصصت مساحات مهمة للإشادة بالعلاقات المتميزة التي تربط الجمهورية اليمنية والسعودية، والتعبير عن الامتنان لمواقف خادم الحرمين الشريفين والقيادة السياسية في المملكة, وما قدمته السعودية من رعاية طبية خاصة للرئيس اليمني وكبار قيادات الدولة الذين يتلقون العلاج في السعودية. ولفت المصدر إلى أن دلالات اختيار ذلك الموعد تحمل رسالتين مهمتين: الأولى نوع من التعبير عن أن صالح يبادل وفاء مؤيديه من أنصار الحزب الحاكم بالوفاء وبالتالي يجعل من مناسبة ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام مناسبتين احتفاليتين بعودة الرئيس سالماً وبذكرى إنشاء الحزب, والرسالة الثانية هي لكل معارضي صالح ونظامه انطلاقاً من أنه مثلما أن المؤتمر الشعبي العام تأسس على قاعدة الحوار الوطني الواسع بين كافة الفرقاء آنذاك, فإن الحوار الوطني يبقى الأساس لأي مخرج للأزمة اليمنية الراهنة. 5 (المصدر وكالات)