عززت وزارة الدفاع الكويتية قواتها حول ميناء مبارك الكبير، حيث ضاعفت عدد مراكز المراقبة حول الميناء الى أربعة بالإضافة الى تعزيزات في الدفاع الجوي، وقالت مصادر مطلعة إن عددا من القيادات العسكرية زار الميناء للاطلاع على حجم جهوزية القوات بالإضافة إلى وجود عناصر أمن الدولة باستمرار، لافتاً الى ان عدداً من الزوارق العراقية تبحر باستمرار حول الميناء. وفي مؤشر على وجود وساطات دولية لحل أزمة ميناء مبارك الكبير بين العراق والكويت اجتمع وزير النقل العراقي هادي العامري بالسفير الاميركي لدى بغداد جيمس جيفري، في لقاء دام لساعات واعتبره مطلعون أحد أبرز مؤشرات دخول واشنطن على خط تهدئة الأزمة. وعلى نفس الجهة أكد المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي علي الموسوي إن الموقف الرسمي للعراق من قضية ميناء مبارك يتمثل في التعاون مع الكويت، مكرراً ما جاء في رسالة وزير النقل العراقي هادي العامري الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي، «أن من حق الكويت أن تبني الميناء لكن المشكلة في الموقع». وأكد المسؤول العراقي أن حكومة بلاده تحرص على عدم تصعيد الازمة وايجاد حل للمشاكل بالحوار الثنائي الذي نرى فيه الكفيل بانهاء الملفات العالقة بين البلدين، وأضاف “إن المعلومات التي نمتلكها حول ميناء مبارك تشير الى احتمال وجود تجاوز كويتي على الحقوق العراقية، لذلك اخترنا أن نطلب من الكويت ومن خلال التعاون الثنائي معها الحصول على المعلومات الأكيدة حول الأمر».وقال «العراق لا يريد أن يسلب الاخرين حقوقهم ولكن في الوقت نفسه لا نريد لاحد ان يتجاوز على حقوقنا، هذا كل الموضوع». وأضاف المستشار الحكومي: «نحن لا نريد ان نمنع الكويت من بناء مينائها في إطار حقوقها، لكن لا نريد ان يكون في هذا المشروع تجاوز على حقوقنا وهو ما لا يرضى به العراق اطلاقا». وجدد الموسوي تأكيدات حكومته بأن هذا الموضوع لم يتم عرضه سابقا على رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي او حتى امام اللجان الثنائية التي زارت الكويت، قائلا «لو كان الموضوع طرح سابقا علينا لانتفت الحاجة الى ارسال اللجان الفنية. لكن اؤكد لكم انه لم يتم طرح الموضوع علينا سابقا سواء في زيارات رئيس الوزراء او في زيارات الوفود الاخرى». وبسؤاله عن الملفات التي سيحملها الوفد الفني العراقي الذي من المقرر أن يزور الكويت قريباً، أجاب «هذه الامور من اختصاص اللجنة الفنية، لكن اعتقد بانه ستتم مكاشفة الجانب الكويتي بالمخاوف العراقية من تأثير الميناء على مصالحنا، واذا ما تبين بأنه لا توجد أي تأثيرات سلبية لهذا المشروع فإن الحكومة العراقية بالتأكيد لا تمانع في استمرار العمل فيه». وبشأن الحديث عن الوساطات الاجنبية لتهدئة الموقف، قال «انا اعتقد ان لفظ التهدئة ما زال مبكرا. فالعلاقات مع الكويت طبيعية والحوار الثنائي مستمر ومفتوح، اما الآخرون الذين يريدون المساعدة في الوصول الى نتيجة ايجابية فنحن نرحب بأي دور بهذا الاتجاه»، مؤكدا ان لجنة الخبراء الفنية التي شكلتها الحكومة العراقية للتباحث بشأن ميناء مبارك ستزور الكويت قريبا جدا من دون ان يحدد موعدا معينا. 1