قال محللون روس وعرب ان موسكو لن تدعم أي مطلب شعبي يدفع باتجاه التغيير في بلدان عربية لها مصالح فيها . جاء ذلك، في تصريحات سجلتها ندوة إلكترونية أقامها مركز الدراسات العربي الأوروبي ومقره باريس، رداً على سؤال: لماذا تتردد روسيا في دعم الثورات العربية . رأى المحلل السياسي الروسي البروفسور ليونيد فيكتور سوكيانن روسيا لا تتردد في دعم الثورات العربية . روسيا تنطلق من ضرورة الاستقرار السياسي ومعالجة كافة القضايا لما يسمى مصالح الشعوب العربية ولكن هذا لا يعني اطلاقا عدم دعم ما يسمى بالثورات العربية . وأضاف سوكيانن هناك القضايا المعقدة جدا والفصائل السياسية والدول العربية المختلفة ولكن ليس من المهم دعم القوى الكبرى دون دعم القوى الاخرى . روسيا مع الاستقرار السياسي والرفاق القومي والمصالح الاجمالية هذا هو الموقف الروسي . وفي السياق نفسه قال سفير النوايا الحسنة والمراقب الدائم للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة الدكتور نصير الحمود يعود تردد روسيا في دعم الثورات العربية لغياب دور موسكو المؤثر عن الساحة السياسية الدولية منذ انهيار الاتحاد السوفييتي وتقلص نطاقها الحيوي إلى حدودها الجغرافيا الحالية أو الدول المتاخمة لها. وأضاف الحمود لم تعد روسيا قطبا مؤثرا في الساحة الدولية، لذا فإن الشارع العربي لا يراهن على خروشوف مثلا حين هدد الغرب لدى عدوانه على مصر، كما أن روسيا أخذت تنحو نحو بناء منظومة اقتصادية مع دول بريكس "الصين، الهند، ماليزيا، البرازيل" وربما تكون هذه الخطوة تمهيدا لاستعادة موقعها السياسي من خلال البوابة الاقتصادية. وأضاف الحمود تعتبر روسيا بأن الأنظمة الشمولية العربية الحالية أقرب لها من الناحية الأيديولوجية التاريخية، رغم أن موسكو الحالية تختلف عن تلك التي أعقبت الحرب العالمية الثانية وانتهى بها المطاف لدول متعددة عقب إطلاق "بيروسترويكا". كما أن روسيا تعتبر الأنظمة المشاكسة للسياسة الأميركية بمثابة حليف لتوجهاتها، وإن كانت روسيا مغيبة عن المنطقة العربية منذ سنوات طويلة، حيث اقتصر نفوذها على صفقات السلاح والتجارة البينية مع عدد من البلدان التي تخشى أن يسهم ذهاب أنظمة في تأثر تلك التجارة بشكل سلبي. لكن روسيا فقدت الكثير من مكانتها في ذهنية الشارع العربي لعدم مساهمتها بلعب دور متوازن في القضية الفلسطينية منذ نشأتها، كما لم تكن اللاعب المؤثر في توجهات السياسة الأميركية التي غلبت الصالح الإسرائيلي على العربي. وأضاف الحمود المتتبع لعلاقة روسيا الإستراتيجية القائمة تجدها تحوم حول سوريا وليبيا والجزائر، لذا فإن موسكو لن تدعم أي مطلب شعبي يدفع باتجاه التغيير في هذه البلدان. من جانبه قال السفير الاردني الاسبق في موسكو فالح الطويل يتميز الروسي بصفة وطنية فيه وهي قدرته الصبر إزاء الأحداث والاستعانة بالزمن لتتضح الصورة وخاصة حين تختلط الأشياء وتتساوى الاحتمالات. هم يتريثون كثيرا قبل اتخاذهم الموقف. في روايته " حرب وسلام" كتب تولستوي عن هذه الصفة،وكتب فيها العالم البريطاني " هانز مورجن ثاو"، بين آخرين. هذا، جزئيا، يفسير التلكؤ الروسي إزاء أحداث ليبيا وسوريا. كما تفسرها مصالح وطنية روسية في البلدين بسبب عشرات مليارات الدولارات دينا عليهما. تريد روسيا الوقت لمعرفة ما سيتم هنا. لكنها عندما تتخذ قرارا فسوف يكون صلبا وحاسم. 1