قال الداعية الإسلامي السعودي الشهير، عائض القرني، إن نظام الزعيم الليبي معمر القذافي "في لحظاته الأخيرة،" بعد أن فقد السيطرة على البلاد، وتمردت عليه معظم القبائل الليبية، مشيراً إلى أن القذافي "أصبح فاقداً للشرعية، ومطالب دولياً بتسليم نفسه، كما أنه ممنوع من السفر إلى الخارج." وأكد القرني في مداخلة على فضائية "العربية" السعودية، أنه تلقى اتصالاً من نجل الزعيم الليبي، الساعدي القذافي، الذي بدا "في حالة من الخذلان، والشعور بالنهاية، وكان يطلب إصدار فتوى تحرّم خروج الشعب على الحاكم."، لكن القرني رفض ذلك، وقال للساعدي :"اتقوا الله في الشعب الليبي واحقنوا الدماء، أنتم تقتلون الشيوخ والأطفال." وقال الداعية الإسلامي: "إنهم الآن في اللحظات الأخيرة، وسيف الإسلام القذافي الذي ظهر في مقابلة تلفزيونية على (العربية) أيضاً كاذب، عندما قال إننا أتينا لنشيد بالنظام في ليبيا، فقد كنا نلقي مجموعة محاضرات إسلامية." وأوضح أن "ليبيا تعاني الفقر والبطالة وبها مساكين، وهذا النظام مارس الكذب والدجل على شعبه وآن الأوان أن يرحل كما نصحه بذلك العقلاء والمجتمع الدولي، وهذه ثورة مباركة وينبغي على كل مواطن مساندتها." وذكر أن "القذافي بدد الثروات في مؤامرات وافتعال قضايا ومشكلات وانقلابات في أفريقيا، وأكثر الليبيين حالياً ضد نظام القذافي، والقبائل تمردت عليه، والمجتمع الدولي يطلبه، وليس لديه خيارات أخرى سوى الاستسلام." ويواجه الشعب الليبي تصدياً قاسياً من قبل النظام الحاكم للثورة الشعبية ب"مرتزقة" وقصف جوي لقمع أخطر ثورة يواجهها طيلة حكمه الممتد لأربعة عقود، أدت لسقوط مئات القتلى، لم يتسن تحديدها بدقة نظراً للتعتيم الإعلامي وحظر وسائل الإعلام من دخول ليبيا حتى الجمعة. ووجه الغرب انتقادات لاذعة لحكومة ليبيا ولجأت واشنطن لفرض عقوبات على القذافي وأبنائه وكبار المسؤولين، كما يدرس مجلس الأمن الدولي، السبت، إحالة ليبيا إلى المحكمة الجنائية الدولية. من جهة أخرى، دعا الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني أمير قطر، الدول الأوروبية إلى اتخاذ مواقف سريعة وواضحة لمساعدة شعوب المنطقة المطالبة بالعدالة الاجتماعية وحرية التعبير، وألا تنتظر حتى ترى ميلان الكفة لتقرر موقفها فيما بعد. وقال الشيخ حمد، في مؤتمر صحفي الأحد مع كريستيان فولف، رئيس ألمانيا الاتحادية، "نريد من أوروبا مواقف واضحة من البداية ولا يجوز لهم الانتظار حتى تميل الكفة لصالح طرف فتعلن مواقفها، نحن نريد مواقف سريعة منهم حتى لا تشعر الشعوب العربية أن الدكتاتوريات إذا استطاعت احتواء الموقف أن أوروبا ستقف معها." وأشار إلى أن الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا مردها تردي الأوضاع المعيشية بسبب الدكتاتوريات المنتشرة في منطقة الشرق الأوسط، لكنه شدد على أن التغيير قادم ويصب في مصلحة الشعوب العربية. وبشأن إمكانية إطلاق مبادرة عربية إزاء الوضع في ليبيا، قال "لا أستطيع أن أجزم بنجاح أي مبادرة عربية في ظل الوضع العربي المتردي منذ السنوات الثلاثين الماضية، مضيفا أن "الوضع في ليبيا يخص الشعب الليبي وعليهم إيجاد طريقة لحقن الدماء وأتمنى من الأخ العقيد القذافي أن يساعد في حل هذا الموضوع بأسرع وقت ممكن لأن هذا يساعد على منع استباحة المزيد من الدماء." وشدد الأمير القطري على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إليها في أقرب وقت، موضحا ذلك بالقول "بالنسبة لليبيا وجميع الدول العربية التي حصلت فيها تغييرات لابد من إيصال المساعدات الإنسانية والطبية لها ولا يجوز أن يترك الأطفال بدون حليب." ودعا إلى إيجاد طرق لإيصال المساعدات عن طريق الموانئ والمطارات، وقال "اعتقد أن أوروبا تستطيع التحكم في الأجواء وطائراتها تستطيع الذهاب إلى ليبيا لتقديم مساعدات إنسانية". وتابع: "نعرف عقلية الليبيين عند إصرارهم على شيء وهم الآن بحاجة إلى مشاورات لإيصال مساعدات تساعدهم على البقاء وفتح موانئهم على البحر المتوسط كنافذة على أوروبا بهدف إيصال المساعدات في الظروف الحالية." وأكد أن الأممالمتحدة هي المسؤولة عن إيجاد حل لا يظلم الشعب الليبي، وقال "على مجلس الأمن ألا يتخذ قرارا يرى فيه الشعب الليبي امتهانا لكرامته أو احتلالا لأرضه لأن الشعب الآن يدير نفسه بنفسه في العديد من المناطق إلا أن هناك مناطق تتطلب حلا بين الليبيين بعضهم البعض." 5