أوَّاهُ من كمدٍ عانيتُ أوَّآهُ=و ما لمثليَ في العشاق أشباهُ أحيا بجرحٍ شديد النزفِ في كبدي =فلا الحكيمُ و لا الجراحُ يلقاهُ قالوا لي الكيّ قد يُشفي بخاصرتي=فهل بنارٍ حبيبَ القلبِ أنساهُ ؟ أنا المتيمُ في غيداءَ فاتنةٍ=و في هواها عذابَ البُعدِ أهواهُ أسري بلا أملٍ أسعى بحارتها=و أقتفي أثراً يوماً حفرناهُ جدارُ منزلها مازال يَذكرُني=في طينهِ عشقَنا سراً طمرناهُ و عِندَّ جدتها فنجانُ قهوتِنا=في ظل عُشتها عصراً شربناهُ و نخلةٌ أصبحت بالتمرِ مُثمرةً=كانت فسيلتُها حُلماً غرسناهُ هُنا بمنزلنا كانت تُراقصني=و كان يُطربنا لحناً عزفناهُ هذي المنازلُ أضحت بعدنا طللاً=لكنّها حفظت شعراً كتبناهُ لا زلتُ في صَرّةِ الأحلامِ من صِغري=فكيف أنسى هوىً أدمنتُ ذكراهُ ؟ مَرَ الزمانُ و خِلي لا يُحدّثني=عن ما كمثلي من الأسقامِ عاناهُ لكنني واثقٌ أني بمُهجتهِ=و أنّنا لم نَخُنْ عهداً قَطعناهٌ