سعدت بإحياء أمسية شعرية في جمعية الثقافة والفنون بجازان بدعوة خاصة من مديرها النشط الأستاذ علي زعلة، كنت بصحبة الشاعرين الكبيرين الصديقين رئيس نادي جازان الأدبي السابق الحسن آل خيرات ورئيس النادي الحالي حسن الصلهبي، وبعد انتهاء الأمسية أهداني الصلهبي ديوانه الأخير الذي جاء بعنوان (هسيس). والهسيس في اللغة إخفاء الكلام، وهسيس كل شيء ما تفتت منه، فشدني العنوان وبدأت الأسئلة تختمر في ذهني وأهمها لمن (يخافت) الصلهبي؟ ولماذا يخافت؟ وهو الشاعر الجميل الذي يمتلك شاعرية عذبة ومفردات شعرية متفردة يختلف بها عن شعراء جيله، ولديه سبع مجموعات شعرية سابقة تمثل مراحل مختلفة من تجربته الشعرية المتميزة التي تستحق الدراسة. وعندما تقرأ (هسيس) ستجد عالماً مختلفاً يسير بك على أعتاب الصراط، ورؤىً مختلفةً ينبئك بها العرّاف، تاركاً أثره على الرمل ومحلقاً في سماوات الشعر ، تسبيك لغته الفاتنة ومعانيه البكر ، يسافر بك إلى عالمه الخاص ويختم معك بتعويذة من كل شيء إلا من أنثى الكلام. (هسيس) هو المجموعة الشعرية الثامنة للشاعر المبدع حسن الصلهبي يقع في في مئة صفحة من القطع المتوسط صادر في طبعته الأولى عن الدار العربية للعلوم ( ناشرون) ويضم بين دفتيه نصوصاً شعرية تراوحت بين الطول والقصر ، بعضها يأخذ محطات مرقمة ، وأخرى بلا أرقام، أخذت النصوص الشكل التفعيلي على الرغم من اعتمادها على البحور الخليلية، تظهر في موسيقاها الداخلية والخارجية. جاءت هذه المجموعة بعد تجربة كبيرة تمثلت في المجموعات السبع السابقة وهي ( عزف على أوتار مهترئة) ( خائنة الشبه)( بين يدي امرئ القيس) (لا سواي يليق بك) ( السندباد في سديم الإفك) ( مثلما يسجد في الماء البحع) و( المخبوء في خد القناديل) وهو الديوان الفائز بجائزة معرض الكتاب الأخير 2019.