أصبح العالم يعرف ويتحدث عن ما أصاب الصحفي السعودي جمال خاشقجي والذي تأرجح بين تحليلات وتوقعات مازالت في غياهب الجب فهناك من يعتبره مختفي وآخرون يعتبرونه مختطف ومنهم من يرون أنه قد قتل لتبدأ من الساعات الأولى على اختفاؤه التصريحات والتلميحات على توجيه الاتهامات الممنهجنة والمسيسة للمملكة العربية السعودية والتي لم ولن ترتكز على حقائق واقعية، الأمر الذي يدل على أن هناك جريمة استخباراتية هدفها النيل من السعودية والمساس بها وبعلاقاتها الدولية مع الدول الأخرى كتصفية لحسابات قديمة حديثة إثر قرارات المملكة الأخيرة مع بعض الدول القريبة كقطر وإيران . وقد حولت دويلة قطر إلى جزيرة صغيرة تقبع في بقعة بعيدة تشبه تماما جزر المنفى البعيدة الأمر الذي جعلها تحزم كل مقوماتها وطاقاتها لتقود ضدها الحملات المؤدلجة والممولة في كل حدث ،والأحداث السابقة شاهدة على افلام الاكشن التي تقودها قطر وحليفاتها ضد السعودية آخرها ما تشهده الساحة العربية والدولية من تكهنات حول اختفاء الصحفي السعودي خاشقجي في تركيا والغريب في الأمر أن حادثة الاختفاء هي لمواطن سعودي في تركيا حيث يعطي الحق للملكة بالمطالبة بمواطنها وليس العكس، فالأمر وعلى ما يبدو هو استخدام المملكة كونها تملك ثقلا عالميا لتوجيه الأنظار حولها في قضية عدنان حتى يغطي على أمر آخر لقرارات أخرى واحداث أخرى تمر دون أن يشعر به أحد كقرار أنقرة في الإفراج عن القس الأمريكي مثلا والتي جعلت من الصحفي السعودي قربانا عظيما للصرف الرأي العام التركي والإسلامي عن قرار الإفراج عن القس الأمريكي . ولكن مثل هذه القضية تحتاج إلى مقومات مادية وسياسية وإعلامية وتمويل لوجستي عالي المستوى حتى يتم عرضها بدقه عالية وعلى نطاق عالمي وهو الدور الذي ينطبق تماما على استراتيجيات وأهداف الساسة في الدويلة المنفية بجزيرة المنفى ،التي يشهد التاريخ عِداؤها العتيق والذي أصبح العالم كله يلمس ذلك من خلال تبني قناة جزيرة المنفى لتشويه صورة المملكة في كل حدث. ولعل تسليط الضوء على قضية خاشقجي بهذا الشكل المسيء شاهدٌ على ذلك، حتى قبل الانتهاء من التحقيقات وقبل ظهور الحقائق، فبينما العالم أجمع كله يعلن التريث وينتظر نتائج التحقيقات. ولكن المملكة العربية السعودية تضل تلك الدولة العظمى التي لا تأبه بمنفيين لا تأثير لهم سوى الخوار في حضيرة معزولة ولعل الاتصال السامي من الملك سلمان يحفظه الله مع الرئيس التركي وما توصلوا إليه من قرارات لنفس الشأن في تكوين فريق مشترك وتعزيز العلاقات ما هو الا بمثابة صفعة أخرى جديدة للساسة في الجزيرة المنفية . يأتي ذلك تزامنا مع التضامن العربي الذي أعلنته الدول العربية للتضامن مع المملكة، وتصريحات وزارة الخارجية بالرد القوي على كل تصريح رسمي لأي حكومة ولأي رئيس يتطاول على المملكة والتي الجمت كل بوق يسيئ للمملكة. وانا على يقين بأن هناك طرف ثالث أو أكثر داخل إطار قضية خاشقجي . المملكة ليست بهذا الغباء، لتفتعل قضية كهذه ليست لها مصلحة فيها خصوصا وأنها لو أرادت القبض على عدنان لقبضت عليه في اي وقت فهو مواطن سعودي ومن حقها النظامي القبض عليه ومساءلته والتحقيق معه وتقديمه للمحاكمة، لا كما أشاع اعلام قطروتركيا قتله بهذا السيناريو الذي لا يصدقه عقل ولا يقبله منطق.