ونحن على مسافة قصيرة ، من الانطلاقة الفعلية لرؤية المملكة 2020- 2030 ، لقد مضت عامين منذ الاعلان عن الرؤية وكأنها شهرين ، وها نحن نحتفل بالذكرى 88 لليوم الوطني ، الذي يعد أهم منجز عربي في القرن العشرين ،لقد كانت جمع المناطق متفرقة ، كان أفرادُها يعيشون حياة قاسية وظروفًا قاهرة ، فانصهرت مناطق وقبائل في وطن واحد على يد المؤسس الملك عبدالعزيز . واكتمل التأسيس بإعلان المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر 1932م، فعم الأمن والاستقرار وانتشر التعليم ، وعممت الخدمات الصحية والاجتماعية إلى ما وصلنا إليه ، ولم يأت ذلك إلا بسخاء إنفاق ، ومجهود مضاعف منذ المؤسس وإلى عهد الملك سلمان ،عهد الرؤيا الثاقبة والأفق الرحب، والتنمية المستدامة، والحزم، وعضده ولي العهد محمد بن سلمان أمل الغد المشرق. واستمرت المملكة وستستمر بعون الله ؛ شعار قيادتها نعمل ونبني ثم نتحدث ، لذلك كانت المصداقية مع النفس ومع الشعب ، وبه تتطور على كافة الأصعدة ، ومن عاصر وشاهد الأمس واليوم من المعمرين ؛تغلب عليهم الدهشة والانبهار بما وصل اليه الوطن والمواطن من تقدم مضطرد ، فتيسرت أمور الحياة وتشعبت الاهتمامات ومعايش الناس بفكر قيادة ، وحضن وطن وتلاحم أمة في أمن واستقرار ورفعة وعزة وكرامة وما تحقق في عام مضى سواء في الشأن الداخلي الخدمي ، والأمني لا ينكره إلا جاحد ومُغْرِض ، يضاف إليه ما تحقق من انجازات على الصعيد العربي والدولي وبشهادة العالم أجمع .. إن إظهار عشق الوطن والاعتزاز به والاسهام في ديمومة رفعته وأمنه واستقراره ، والتغني بأمجاده ، أمر واجب ومطلوب ، والولاء للوطن وقيادته يتجسَّد واقعًا كل يوم و كل ساعة ولحظة ، بأن يعمل كل مواطن سواء كان مسؤولًا يحتل منصبًا رفيعًا إلى أدنى موظف بإخلاص وأمانة وجودة ، كل بحسب تخصصه ووفقًا لصلاحياته التي حددها النظام ، بأن ينجز ويطور من أدائه ، ويحسّن الانتاج ويضاعف من حجم المنجزات . للجميع وبذكرى توحيد الوطن الثامنة والثمانين ؛على كل مسؤول وهو بالأساس مواطن؛ التمسك بمخافة الله قبل كل شيء والتقيد بالأنظمة والقوانين ، والنزاهة ، وبذل الجهد واستثمار الوقت بما يفيد الوطن والمواطن وبما يسهم في رقيهما أفقيًا ورأسيًّا .بالإضافة لذلك من يمتلك قلمًا وفكرًا ، يبصِّر حكومته بأي خلل خدمي محلي ، ويكشف اوجه الفساد في موقع عمله بمسؤولية وحس وطني وبمصداقيَّة ، وأن ينافح عن لحمته الوطنية ، و الوقوف مع قيادته ودولته ؛بفكره وقلمه وبكل جوارحه لمناصرتها وإبراز دورها المحوري في المنطقة العربية والعالم الاسلامي وثقلها في العالم أجمع ... ويكشف زيف أعداء الوطن والمتربصين به. أسأل الله ان يحقق لوطننا وشعبه ما يصبو إليه بحكمة وعزيمة أبنائه بظل قيادته من خلال فهم وإدراك ما تعنيه رؤية المملكة ، ولفظ لازمة الوهن والاتكالية ؛ واجب الجميع مسؤول ومواطن يستشعر دوره ، وأن يقيَّم كل موظف وطالب وعامل بمختلف المجالات على انتاجه لا على ساعات يقضيها كيفما اتفق ، فمن الوطنية الحقَّة أن تنطلق الههم ويشمر الجميع عن ساعد الجد كماهم وأكثر ، وتعزِّز الايجابيات ونتعلم من الأخطاء وتتلافاها كي يتحقق الارتقاء لبلوغ الجودة في كل مناحي الحياة . وكل عام ووطننا الغالي وقيادته وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والحكومة الرشيدة وسائر أبناء الشعب السعودي الأبي بخير وسعادة ورقي .