بهذه المناسبة العطرة تحدث الشيخ مسعد بن سعود بن سمار العتيبي رجل الأعمال المعروف والمدير العام لشركة ابن سمار للمقاولات فقال: في الذكرى الخامسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحق لكل مواطن ومقيم على ثرى هذا الوطن أن يحتفي ويفخر ويتباهى.. الاحتفاء بالقيادة الحكيمة الفذة المتمرسة، الفاعلة المؤثِّرة، الحازمة الحاسمة، المتسامحة السمحة، السخية المعطاءة، والفخر بالمنجز الوطني الذي يتحقق على أكثر من صعيد في مجالات السياسة والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والنهضة العمرانية.. والمباهاة بالوطن الجميل الآمن المستقر المنطلق في آفاق التقدم والتطور الرحبة بسرعة وثقة دون التنازل قيد أنملة عن القيم الدينية والأخلاقية والاجتماعية، والمباهاة بأصالة التجربة الوطنية وما توارثته أجيالنا أباً عن جد من مفاهيم اجتماعية وسلوكية حفظت للمجتمع السعودي شخصيته العربية الإسلامية المتميزة. في ذكرى بيعة المليك المفدى وسمو ولي عهده الأمين يصبح الاحتفاء بكل هذا الرصيد الوطني حقاً مشروعاً بل ومطلوباً؛ فالملك عبدالله بن عبدالعزيز والأمير سلطان بن عبدالعزيز لم يخيبا ظن جموع الشعب السعودي التي تدفقت من كل أرجاء الوطن لمبايعتهما على الولاء والطاعة، وقدما أنموذج القيادة التي تليق بهذا البلد وأهله وتكون امتداداً طبيعياً لعهود آل سعود منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز - طيب الله ثراه - مروراً بخلفائه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -رحمهم الله جميعاً-. وإذا كان كل واحد من ملوك آل سعود قد واجه في عهده تحديات متباينة، فإن عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز شهد تحديات استثنائية بسبب أبعادها الإقليمية والدولية وطابعها الحضاري والثقافي والفكري في كثير من الأحيان، وبسبب المهددات الأمنية والإستراتيجية الخطيرة التي أفرزتها هذه التحديات وتطلبت مهارات قيادية من نمط خاص توافرت في السمات الشخصية والقيادية والإنسانية للملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ الذي برز على حلبة السياسة الدولية كقائد من الطراز الأول كسب احترام وثقة المجتمع الدولي بحكمته وحنكته ورؤيته الواسعة الأفق ومصداقيته وقدرته على المبادرة. وبفضل قيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجاوزت المملكة بحراً هائجاً من المشكلات السياسية والأمنية، ودحرت الإرهاب الذي استهدف ضرب مكتسبات الوطن في الصميم. نعم، يحق للسعوديين أن يحتفوا بهذه القيادة المؤمنة الرشيدة التي ظلت تدافع وتنافح عن عقيدتها وأمتها الإسلامية في أصعب ظروف الاستهداف والتحريض ضد الإسلام والمسلمين، وبفضل مبادرات الملك عبدالله بن عبدالعزيز تحولت المملكة من الدفاع إلى الهجوم فأصبحت هي التي تقود مبادرات الحوار الحضاري والثقافي مع الآخر؛ وهي التي تبشر بثقافة التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب؛ وهي التي تتحدى المتربصين بقيمها الإسلامية الأصيلة التي تنتصر لكل القيم والمبادئ الإنسانية النبيلة. وفي الذكرى الخامسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحق لنا كسعوديين أن نفخر ونفرح بالمنجزات التنموية العملاقة التي تتحقق كل يوم على الامتداد الشاسع لمملكتنا؛ فالملك عبدالله بن عبدالعزيز دشَّن مرحلة تنموية جديدة مهّد لها بإصلاحات بنيوية وهيكلية وتنظيمية للاقتصاد الوطني خلقت بنية اقتصادية معافاة ومنفتحة على العالم تجارة واستثماراً؛ ومنسجمة مع المعاهدات والاتفاقيات الاقتصادية والتجارية الدولية بما يضمن للمملكة مكانتها وحصتها في التجارة الدولية. ثم عزز الملك عبدالله هذا المنجز الإداري بترسيخ منظومة من الشراكات الإستراتيجية مع شركاء المملكة وأصدقائها في أمريكا وأوروبا وآسيا، وفتحت هذه الشراكات الباب واسعاً أمام تعاون اقتصادي وتجاري وتقني وفني وعلمي لامحدود انعكس إيجاباً على جهود التنمية السعودية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية.