JUSTIFY] تبرع سبعة أشخاص للقيام بتجربة طريفة في غرفة الانتظار لإحدى العيادات واتفقوا على الوقوف عند سماع رنة جرس _وضِع سابقا _ثم الجلوس، إذا دخل أحد المراجعين للعيادة ، وعند قدوم أحدهم*نفذوا ما اتفقوا عليه فقام تلقائيا بتقليد المجموعة والوقوف معهم ، الطريف في الأمر، أن هذه المجموعة خرجت ومع ذلك استمر المراجع في تبعيته وتوارث المنتظرين معه حركة الوقوف والاستجابة للجرس دون السؤال عن المبرر والسبب . هذا هو حال المجتمعات فهي تصنع ثقافتها وتضع قوانينها وسماتها ثم تبدأ بالتشكل والنمو والتطور وتتوارثها الأجيال، وتضفي عليها قدسية وتضيف لها حدودا ، وتعدُّ ثقافة العيب جزءًا من تلك المفاهيم التي يصطبغ بها مجتمعنا وتتجاوز في كثير منها معايير الدين و الأخلاق وتسقطها على سلوكياتها وعاداتها حتى تصبح جزء راسخا يضاف إلى قوانين حياتها*ونظام معيشتها، ويعود ذلك إلى لنظرة الخصوصية والخوف من الآتي فرصة لهذه الثقافة للنمو والتمدد لتلتف بحبالها على مناحي حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والفكرية وتصبح عائقا عن التطور والتقدم ، ويظهر أثرها وتأثيرها في شريحة الشباب فقد طوقت عقولهم وكبلت أياديهم عن الانطلاق والعمل والابتكار والإنجاز. وزادها ثباتا واستمرارية ، الخوف من القادم الجديد والتمسك بالقديم، فالإنسان بطبعه غالبا ما يتوجس من الجديد ويخشى ما يحمله من مفاجآت يعتقد أنها مخيفة قد تسلبه ماضيه وتنقله*للمجهول , لذلك تجده يُؤثر البقاء والرفض للتغيير والتجديد حتى مع يقينه أحيانا بنفعه وآثاره الإيجابية فقد تخوف المجتمع قديما من المذياع والتلفزيون وتعليم المرأة ثم القنوات الفضائية وجوال الكاميرا ؛ الأمر الذي ااحتاجت لتثبت للناس جانبها الإيجابي كثيرا من الصدامات والتجربة والرفض حتى تبرهن للمجتمع أهميتها وحاجة الناس لها، وسيحتاج الآتي جهدا أقل للتقبل بسبب التجارب السابقة ووعي*المجتمع. نحن بحاجة لأن نتجاوز وهم الخوف والتخوف ،و التبعية العمياء لجرس المفاهيم الخاطئة والنظر لكل قادم وجديد بمنظور العقل ومبادئ الدين السمح والفكر المستنير.ولأننا جزء من هذا العالم سنتقبل الجديد والآخر ونأخذ منه كل ما يرتقي بنا فكرا وإنسانا لننهض بوطننا ونمارس حياتنا ونبني حاضرنا و مستقبلنا دون قيود وهمية.[/justify]