السؤال الذي أرقنا كأمة عربية هو لماذا لاتستطيع الأمة العربية أن تتوحد؟ وبالرغم أن لغتنا واحدة ،ومحيطنا الجغرافي واحد، وعقيدتنا واحدة؛ تتوفر لدينا كل سبل التوحد الاقتصادية الزراعية والمناخية والنفطية والصناعيةوالأسواق المالية ،والبحار والموانئ والمطارات ولدينا وفرة في اليد العاملة التي يمكن تهيئتها للقيام بتحويل كل هذه المقومات الاقتصادية إلى قوة وطاقة هائلة تفوق. ما هو موجود في العالم الآن...ولكن أعتقد أنه ينقصنا توحيد الفكر والثقافة ومراجعة تاريخنا وموروثنا الفكري والثقافي ،وفهم كتاب الله كما أراد الله فالله يقول لنا في محكم التنزيل (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)،وهذه الآية موجودة في المنصة الرئيسية لجامعة الدول العربية ولكن لا يعمل بها. ورغم أن أحداث التاريخ توضح لنا ماحققته الوحدة ،وجاءت أحداث تاريخنا القديم والمعاصر لتؤكد سلامة قانون الوحدة، حيث ما توحد العرب أو بعضهم مرّة إلا وحققوا النصر على أعدائهم، والازدهار لمجتمعاتهم، وما تفرق العرب مرّة إلا وذاقوا مرّ الهزائم ومرارة الفشل وقسوة العيش ،فأين هو الخطأ الذي يجب تصحيحه وتجاوزه لنصل إلى الوحدة التي أحبط إنتظارنا لها محيطنا النفسي لفترة طويلة؟