قال تعالى"وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ،ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام" 97 آل عمران.. بتوفيق من الله وتيسره بلغ عدد الحجاج لهذا العام 1437 ه مليون و800 ألف حاج ما بين حجاج الخارج والداخل حيث لم يتجاوز حجاج الداخل 330،112 والباقي من خارج المملكة،وهو عدد يسير وقليل مقارنة بعدد حجاج الأعوام الماضية ،والجدير بالذكر هو غياب العنصر الإيراني الذي منع حجه قيادة إيران وذلك فضل من الله على بلاد الإسلام طالما في نيتهم نية فساد ودمار وزعزعة للأمن والنظام ، وقد أشيع بأن المملكة قد منعت الإيرانيين من أداء فريضة الحج ،والصحيح عكس ذلك،فحكومة المملكة فرضت على إيران مثلها مثل جميع الدول العربية الإسلامية ،التوقيع على مذكرة التفاهم على بنود وقوانين التنظيم في الحج،لكن إيران اعترضت على التوقيع الا بشروط ،ووافقت المملكة على جميع شروطها الشبه تعجيزية من أجل السماح للإيرانيين لأداء فريضة الحج ،وعدم حرمانهم منها مثلهم مثل بقية المسلمين ،وبعد كل شروطهم وبعد موافقة المملكة عليها ...تتكبر إيران وتمنع مواطنيها منعا قسريا من الحج لمكة ،وتحول وجهتهم لكربلاء حسب معتقداتهم الشيعية الخبيثة ،وشعارهم هو ضريح الحسين يعادل ألف حجة ؟فليحجوا إذن كل عام إلى كربلاء وإلى ضريحهم أو كعبتهم ويتركوا الحجاج والمسلمين في أمان وسلام .. " وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا " (آية 25) سورة الأحزاب.... قد اعتدنا في بعض الأعوام على أحداث غير سارة ، يُكتشف فيما بعد أن وراءها بعض الحجاج الإيرانيين الذين تزج بهم الحكومة الإيرانية من عناصرها البث للتخريب، ولتغيير مسار فريضة الحج من دينية إلى سياسية،ورغم ذلك فقد تواجد بعض الحجاج الإيرانيين اللذين جاؤوا من دول غير دولتهم؛ حيث لم يحملوا سياسات طائفية أو عدائية أو غوغائية، ولم يحملوا شعارات مزيفة أو كاذبة، ولم ترفع الرايات أو الأصوات لغير الله، وتفرَّغ الجميع للتلبية والتكبير والتهليل والعبادة الصادقة فحسب ،فمرحبا بهم كحجاج مسلمين مؤمنين بالله وبرسوله ،ومطيعين لنظام الدولة وسياستها ونظام الحج وتقنينه،فلا فوضى ولا مظاهرات طائفية ... الحقيقة لقد نجح موسم حج هذا العام 1437 ه نجاحا منقطع النظير والفضل لله والمنة ،والسبب يعود لغياب العنصر الإيراني الذي غالبا ما يثير الفتن والفوضى والبلبة في نظام الحج هذا أولا ،ثانيا الجهود الجبارة الملموسة لسعادة خادم الحرمين الشرفين سلمان بن عبد العزيز أطال الله في عمره وحفظه من كل مكروه ،وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف، وبإشراف من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل،حيث شاهدنا هذا العام جميع حجاج بيت الله الحرام الذين توافدوا من جميع دول العالم الإسلامي تغمرهم السعادة والفرحة، وهم يؤدون نسكهم في يسر وسهولة، متمتعين بما تقدمه حكومة السعودية من خدمات وتسهيلات، وتذليل للصعوبات؛ فالجميع يعمل في خدمتهم والسهر على راحتهم من مدنيين وعسكريين رجالا ونساء ،من خلال التنظيم والوجيه البدني والمعنوي والمادي والخدمة المجانية المتواصلة على مدار ال24 ساعة،بالطاقات والنطاقات بالمواقع كافة من أجل راحة حجاج بيت الله الحرم.. وقد شهدت شخصيا مدى التنظيم والترتيب لحملات الحج النظامية ،فلا حج بدون تصريح ،ولا حج للمفترشين على الطرقات ،ولا تدافع بين الحجاج والحمد لله ،والكل يسير بنظام وسكينة ملبيا داعيا بهدوء وسكينة،والكل يقدم خدماته تاجرا كان أو حاجا أو موظفا لخدمة حجاج بيت الله، فهناك الوجبات التي توزع مجانا على الحجاج فلا جوعى ولا عطشى،والجو كان جميلا والشمس ولله الحمد كانت دافئة فلم يكن هناك مصابون بضربات شمس ولا مصابون بارتفاع في درجات حرارة ولا موتى ولا مفقودين،فهناك تنظيم في سير القطارات والأفواج من مكة لمنى ،ومن منى لعرفات ،ومن منى لمزدلفة ،ومن منى لمكة لأداء طواف الوداع ،وحتى في رمي الجمرات لم يكن هناك ازدحام ولا تدافع ولا تصادم بل تنظيم وسكينة.. وأجمل ما رأيت هو ارتداء الكعبة المشرفة حلتها الجديدة يوم عرفة في التاسع من ذي الحجة،كالعادة من كل عام حيث يتم كسوتها من مصنع كسوة الكعبة ،وبلغت تكلفة ثوب الكعبة 22 مليون ريال والمصنوع من الحرير الطبيعي ،وكانت آية في الجمال بهرت جميع الحجاج الطائفين بالكعبة لأداء طواف الوداع ،فما أجمله من منظر يسر الناظر في آخر رؤيا للكعبة المشرفة ... عن أبي هريرة رضي الله عنه (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل ،أي العمل أفضل؟فقال :إيمان بالله ورسوله،قيل ثم ماذا ؟قال: الجهاد في سبيل الله ،قيل ثم ماذا؟قال :حج مبرور )صحيح البخاري . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه)رواه البخاري ومسلم.. إن الحج من أجمل وأشمل الشعائر والعبادات وأيسرها وأسهلها على من يسرها على عبده،ومن جرب نعمة الحج تمنى أن ينعم الله عليه حجة أخرى في سبيله ،كتب الله علينا وعلى من لم يحج حجة في سبيله ميسرة ..ولكن في غياب العنصر الإيراني .... [email protected]