يقسم الله (الأرزاق) بين عباده (حسب مشيئتِه) لا (حسب العلم أو العقل). لو وعى الناس هذه القاعدة لارتاحوا. يظنون كل غنيٍ أو ذي سلطةٍ نالها عن (عقلٍ متين) أو (ذكاء مميز)..كلا..هي (رزقُ الله) له. تماماً كما وَهَبَ آخرين أرزاقاً أخرى لا تُحصى (صحة..عافية..ذرية..صلاح..إلخ). لقد (ضَلَّ) فَرحاً صاحبُ الكنوز (قارون) فقال "إنّما أُوتيتُه على عِلمٍ عندي"، و تَحسَّر ناظِروه :"يا ليتَ لنا مثل ما أُوتِيَ قارون إنه لَذو حظٍ عظيم"..تَوَهَّموا ذلك..و الحقُّ أنه (رزقٌ) و (إختبار). ليس كلُّ ذي مالٍ مستحقاً له..و لا كلُّ ذي سلطةٍ مؤهلاً لها. هي (مَشيئةُ المُغني)..يُعطي من يشاء فوق ما يستحق..و يُعوِّضُ آخرين بمَواهبَ غيرِها (أغلى) في عيْنِ سواهم من الثراء و سلطاتِه. و المُعوَّلُ في جميعِها (تَصريفُ) المؤمِنِ لِأُعطِياتِ المُعطي (مالاً..سلطاناً..جاهاً..عافيةً..إلخ)..أَفي (خيرٍ) و (حلالٍ) أم (شرٍ) و (ضلال).؟.لِتَؤول إمّا (لَهُ) نِعمةً..أو (عليهِ) نِقْمةً.