لو كانت إيران تخطط من أجل سعادة شعبها وتحقيق الرفاهية له بدلاً من التخطيط لاستغلال الشعوب الأخرى لكان أنفع لها حكومة وشعباً ، لكنها بدت تهتم بالخارج أكثر من الداخل ، والحقيقة إن ذلك يحدث من أجل الحفاظ على النظام السياسي المتسلط ، فهو يقوم بتصدير ثورته كما يدعي من أجل إشغال شعبه بأهداف أخرى خارجية تبعده عن مشاكل الداخل و التفكير بالتغيير ، وهذه سياسة قديمة مفادها أن تشغل الناس بالحروب حتى إن أحدهم لا يتمكن من رؤية مؤخرة دابته ، أي لا يستطيع أن يلتفت لأي أمر آخر ، وهذه عملية مزدوجة الأهداف فهي للداخل إشغال للشعب الإيراني وهي في الخارج سيطرة على الشعوب ونهب ثرواتها وكل ذلك يصب في صالح بقاء النظام الحاكم سواء كان دينياً أو غيره وليس في صالح الشعب الإيراني أبداً ؛ ونلاحظ إن الشعوب الإيرانية مضطهدة بصورة كبيرة إضافة إلى سخط الشباب الإيراني لهذا الحكم الدكتاتوري الكاتم للأنفاس والحريات والقامع للأقليات . تدمير المنطقة مطبوع عليه ... ساخت إيران ولهذا فإخراج إيران من اللعبة هو ضرورة ملحة فهو يعني تهديم المشروع الإيراني التوسعي الذي يتخذ من العراق قاعدة لغزو الدول العربية ، وقد استخدمت وسائل عديدة لتحقيق الاختراق للدول العربية وسأتناول منها ما يخص الوسائل التي تتعلق بالعراق ، فإيران تعي جيداً إن مقر التحكم الديني بالشيعة هو النجف الأشرف وقد سعت بأكثر من طريقة لأسر هذه المدينة من خلال زج المراجع الأعاجم في النجف ودعمهم بالمال والإعلام والطلبة ، وكذلك محاربة المراجع العراقيين والعرب في النجف وتضييق مساحة حركتهم باتهامهم أنهم موالون للحكام أو غيرها من التهم التي وصلت إلى الطعن بالأعراض أو النسب أو الانحراف الأخلاقي أو الانحراف العلمي والعقائدي حتى يُتوج ذلك بالقتل ، ومنها خلق البديل المنافس لمدينة النجف . و قامت إيران بإنشاء حوزة قم وتهدف من وراء ذلك لإنهاء الدور الديني والقيادي لمدينة النجف ، وبهذا استطاعت إيران من التحكم بالشارع الشيعي في العراق من خلال مرجعيات خلقتها وأعطتها النفوذ الإعلامي والاجتماعي والشهرة . إضافة إلى ذلك فان الأسلوب الآخر الذي سيطرت به إيران على الساحة العراقية هو تأسيس المليشيات والحركات المسلحة التي تأتمر بأوامر الولي الفقيه وهذه إحدى الوسائل المهمة التي تستخدمها في ترويع أبناء الشعب العراقي ومواجهة أي حركة وطنية تحريرية تستهدف تحرير العراق من قبضة الاحتلال والفساد والتبعية . وتمكنت إيران أيضاً من السيطرة على الحركات والأحزاب السياسية سواء كانت دينية أو علمانية ، شيعية أو سنية . وتهدف إيران من وراء ذلك إلى أن تتحكم بالسياسة العراقية عن طريق هؤلاء التابعين والمنفذين لأجنداتها ، ويضاف إلى ذلك التدخل المباشر في العراق سواء بقوات عسكرية أو بعثات ثقافية أو غيرها مما هو واضح للعيان ، ويمكن أيضاً أن نضيف إلى تلك الوسائل سعيها المتواصل لإفراغ الساحة من الوطنيين والمهنيين من خلال التصفيات والعزل والاعتقالات وهذا ما حدث بصورة كبيرة ومفجعة في نفس الوقت ، إضافة إلى تدمير بنى الاقتصاد العراقي وجعله مجرد سوق إيراني لا أكثر . ويمكن أن نضيف إلى ذلك الاتفاق مع أميركا وحلحلة القضايا المختلف عليها من أجل التفرغ للساحة العراقية لتنفلت بقوة في تنفيذ مخططاتها . ومن هنا جاء تأكيد المرجع العراقي السيد الصرخي بقوله ( إن إيران تعمل على ابتداع كل ما يمكن تصوره من أساليب ومواضِع ووسائل تهديد للآخرين من أجل مشروع التوسع ومن أجل حماية نفسها من اعتداء خارجي ) وهي بهذا تستخدم كافة الوسائل والأساليب التي تضمن سيطرتها على العراق بما يؤمن أمنها القومي على ما تعتقد وهذا كله على حساب أبناء الشعب العراقي وثرواته وكرامته وإنسانيته . * كاتب عراقي